ليس الجهاد حربٌ ودمارٌ ودماءٌ كما يصوّره لنا إعلام اليوم. إنّما هو السعي الدائم لحمل البشرى السارّة مهما قست علينا الأيّام وتبدّلت حولنا الظروف. وجه العالم تحوّل، والكنيسة المجاهدة هي الكنيسة التي تبقى أمينة على رسالتها، مهما تغيّرت الظروف. وها هي اليوم مدعوّةٌ لجهادٍ من نوعٍ جديد، أردت أن أسميّه “الجهاد الرقميّ”.
أصبحت اليوم مواقع التواصل الاجتماعي لغّة العصر، اللغّة التي يتكلّمها الجميع، أينما وجدوا في العالم. والله يكلّم الإنسان بلغّته، والكنيسة بدورها عليها أن تكلّم الإنسان بلغّته. الروح الذي علّم الرسل بالأمس جميع اللغّات فانطلقوا إلى أقاصي الأرض، هو نفسه الروح الذي يُعلّمنا لغّة هذا العصر، ويدفعنا لنبشّر أقطار العالم الرقميّ.
وها هي اليوم أبرشيّتنا، تنزلُ الأشرعة وتستسلم لعمل الروح. فيقودها في عالمٍ رقميّ، وهميّ أحيانًا، لتصطاد النفوس التي تعيش فيه. اليوم تطلق الأبرشيّة خطّتها على شبكة الإنترنت. نعرض لكم في ما يلي بعض الوسائل المعتمدة في عملنا الرسوليّ الرقميّ.
موقع الأبرشيّة
إنطلق موقع الأبرشيّة على شبكة الإنترنت منذ سنوات عديدة، واليوم نتحضّر لإطلاق نسخة جديدة منه، تحاكي عصرنا وتلاحق ما آل إليه التطوّر. يمكننا تصفّح النسخة الجديدة من الموقع اعتبارًا من بداية عام 2015. يسمح لنا هذا الموقع أن نتعرّف على الأبرشيّة وراعيها، الرعايا فيها والكهنة خدّامها، وآخر الأخبار الكنسيّة، محليّة كانت أم عالميّة.
تطبيق الهاتف المحمول
هو الأوّل من نوعه في العالم! اعتبارًا من شهر تشرين الثاني، يمكننا تحميل التطبيق على هواتفنا الزكيّة. بالإضافة إلى المعلومات التي يقدّمها التطبيق، والأخبار التي يمكننا متابعتها على مدار الساعة، يخوّلنا هذا التطبيق أن نتلقّى من الأسقف الرسالة التي يريد، وأن نتّصل بكهنة الرعايا مباشرةً.
كما يتضمّن التطبيق صلوات الساعات بحسب طقس الكنيسة المارونيّة، وصلوات الجماعات والمنظّمات وصلوات أخرى، أصبحت بمتناول يدَي كلّ مؤمن، أينما وجد.
ويقدّم لنا التطبيق روزنامة ليتورجيّة، تعرض لنا قراءات النهار. كما تتضمّن الأعياد السيّديّة والمريميّة وأعياد القدّيسين بحسب السنكسار المارونيّ. هذه الروزنامة متّصلة مباشرةً بمفكّرة الهاتف المحمول، ويمكننا استخدامها لتنظيم مواعيدنا.
مواقع التواصل الاجتماعي
أعدنا إطلاق رسالتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف التواصل الدائم والمباشر مع أبناء الأبرشيّة المقيمين والمغتربين، وبهدف التواصل مع العديد من الذين يبحثون عن تعميق حياتهم الروحيّة، والتعرّف أكثر إلى الربّ يسوع.
نعمل في مكتب الإعلام والمعلوماتيّة، بتوجيه الأسقف ورعايته، على تطوير قدراتنا، ونعمل باحتراف لنحاكي متطلّبات عصرنا. الكنيسة بشّرت في الأقطار الأربعة، واليوم بصلاتكم تجتاحُ العالم الرقميّ، ونحن نؤمن أنّ أبوابه لن تقوى عليها.
مقال من العدد 82 من مجلّة كنيستنا.
اترك تعليقًا