قد يستوقفك يا قارئي العزيز عنوان هذه المقالة، لأنّك تظنًّ أنّ كاتب هذا المقال قد تأخّر عشر سنوات للحديث عن الفيسبوك الذي بات معروفًا من الجميع، وقد لامس عدد سكّانه المليار والنصف. لكنّ مقالي هذا لا يريدُ أن يقول شيئًا جديدًا في موقع التواصل الاجتماعي الشهير، بل هدفه تقديم بعض المقترحات، لتحويل هذا الموقع إلى مكان “مُأنجل”. فبعد أن أصبحت رعايانا حاضرةً في هذا العالم الرقميّ، أردنا أن نضع بين يديَك بعض المقترحات العملية، تساعدك لتأمين الحضور المطلوب ولإعلان الكلمة باحتراف.
- صفحة الرعيّة
موقع الفيسبوك يسمح لك باستخدامه وفق ثلاثة أنماط: الحساب الخاص (Profile)، المجموعة (Group)، الصفحة (Page). بين تلك الثلاث، الصفحة هي النمط الأنسب الذي يتيح لرعيّتك أن تنتشر أكثر. فالحساب الخاص، والمجموعة، محدودا الجمهور، وهما لا يطالا إلّا الفئة التي تقوم أنت شخصيًا بدعوتها. أمّأ الرسالة، فهي للجميع، والنبع الذي يفيض من مائه، لا يسأل الشارب عن هويّته.
- إبدأ والغاية في عقلك
ضع هدفًا واضحًا لصفحتك، ولا تبتعد عنه. هل تريدها صفحةً إعلانيّةً؟ أم هل تريد من خلالها أن تفتح المجال لأبناء الرعيّة بالمشاركة في الصلاة؟ أم هل تريدها صفحةً لاهوتيّة أو بيبلية تشرح فيها تعليم الكنيسة؟ كلّها أهداف سامية، لكنّ الأفضل أن تحدّد وجهةً محدّدة لصفحتك، كي يتسنّى لجمهورك أن يتابعك. نقترح مثلاً أن تكون صفحة الرعيّة إعلانيّة فقط، نجد فيها أخبار الرعيّة. وأن يتسّنى للزوار أن يدخلوا مجموعةً مرفقة، تخوّلهم المشاركة في الصلاة على الإنترنت.
- الشكل المناسب
اختر لصفحة الرعيّة الاسم المناسب، ومن الأفضل أن تكتب اسم رعيّتك جليًّا، بالعربيّة والأجنبيّة معًا، ليسهّل عمل الباحث الذي يريد أن يتعرّف إلى الرعيّة. اختر لصفحتك هندسةً أخّاذة: اعتن جيّدًا بصورة المستخدم، وبصورة الغلاف. اجعلهما يتناسبان مع عنوان السنة الذي اختاره مجلسك الرعوي مثلاً، أو الزمن الليتورجيّ، أو صورة كنيسة الرعيّة.
أنشر فقط صورًا عالية الجودة، بهيّة الألوان، وأخّاذة للنظر.
- المضمون المناسب
لا تكثر الثرثرة. فلو أراد القارئ أن يقرأ مقالاتٍ طويلة، لاختار البحث عنها في مواقع مختصّة. ضع أخبارك وإعلاناتك في سطورٍ قليلة، أو في بعض الكلمات. اختر كلماتك بدقّة، واسأل كاهن الرعيّة قبل نشرك أفكارًا لاهوتيّة. فالإعلام الصحيح يتوخّى الدقّة.
- العمّال المناسبون
الرعيّة هي جماعة المؤمنين وصفحة الرعيّة تظهر لنا نشاطهم الرعائي. كلّ ما زاد عدد الأشخاص الذين أُرفقت صورهم بأخبار الصفحة، زاد في نفوس المؤمنين شعور الانتماء، وفرح الالتزام بنشاطات الرعيّة. في الوقت عينه، يُسهم إرفاق صور الأشخاص بزيادة نسبة زائري الصفحة.
ختامًا، ننصح بتشكيل فريق عملٍ كامل من أجل عملٍ أنجع، بهدف تغطية أكبر عدد ممكن من النشاطات في الرعيّة، ومن أجل مراقبة الصفحة بشكلٍ دائمٍ، من ناحيةٍ أولى للاستماع لآراء الزوار، ومن ناحيةٍ أخرى لتجنّب القرصنة وأعمال التخريب التي تطال بعض الصفحات أحيانًا. قد يشكّل لكم فريق العمل نواةً لتأسيس جماعةٍ رسوليّة داخل الرعيّة. وما أجمل أن ينظّم الكاهن لهم وقفاتٍ روحيّة فصليّة، وقدّاس إرسالٍ، باسم الكنيسة، إلى عالم الإنترنت!
رسالةً “فيسبوكيّة” موفّقة
مقال من العدد 83 من مجلّة كنيستنا.
اترك تعليقًا