قرّرتُ معانقةَ الشمس

لم أكن أعلمُ يومَ فردتُ أجنحتي وحلّقتُ،
يوم خرجتُ عن سَربِ العبيد وتفرّدتُ،
أنّ الحريّة التي عانقتُها قاسية،
أنّ المُجاهَدة تكونُ عكس التيّار،
أنّ طريق الوصول إلى الشمس طويلة،
تُقاسُ بالقرارات…

قرار مزاولة التحليق،
وقرارُ متابعة التحديق،
وقرارُ تحمُّلِ الحريق،
وقرارُ الهروب من تغريدات سرب الماضي،
وقرارُ النضال… النضال… النضال…
حتّى النفس الأخير.

فلتفنى أجنحتي، فلن أحتاجها متى بلغت.
ولتنطفئ عَينايَ، فلن أحتاجها متى عاينت.
ولتسقط ريشاتي، فهي ليست لي،
ولينطوي الماضي، فأبناؤهُ ليسوا لي.

ربِّ وإلهي،
دعني في رحيلي الحُرِّ إليك،
في سفر القرارات إليك،
أن أختارك أنت،
مع كلِّ نَفَسِ أنت،
أن تبقى رغبتي أنت،
وألّا تمنعني الأجنحة الواهنة ولا الطيور ولا التيّارات ولا القرارات
من البلوغ إليك…
قبضتُ حريّتي، فلتقُدني إليك. آمين.

“فنجان قهوة وحكي عالنّاس”

كانت “أم طوني” تُجالس “كريمة” على شُرفة المنزل، تحتسيان القهوة وتتحادثان بأمور الحياة وفلسفاتها، حين مرّت جارتهما “سيدة” في الطريق. وكما يومضُ البرقُ في أفقٍ ويتألّق في آخر، هكذا صارت “سيدة” محور حديثِ جارتَيها، اللّتانِ فصّلتا أخبارها وفنّدتاها باحترافٍ لبنانيٍّ موصوف. وما هي ساعتان مضتا، حتّى غادرت “كريمة”، وحضرت مكانها “سيدة”. كانت تلكَ الأخيرة تحملُ في عبّها روايات “كريمة” وآخر أخبارها، فشلحتها فوق طاولةِ الحوار، وتداولتها مع نظيرتها، وتودّعتا بعد ساعتين مُضنيتين من المناقشات والمناوشات. استمر في القراءة ““فنجان قهوة وحكي عالنّاس””

التشتُّت أثناء الصلاة

يُزعجكَ التشتّت أثناء الصلاة، سيّما أنّه دخل حياتك الروحيّة متأخّرًا. ففي البداية، كُنت تجلس أمام الربِّ يسوع وقتًا طويلًا دون أن تُزعجكَ الأفكار. كُنتَ تصلّي بحرّارةٍ، إلى حين بدأتَ تشعرُ بأن حربًا اندلعت في الداخل، أو أنّ اضطهادات تجيئُكَ من الخارج، وتحاول غضّك عن ربِّكَ. استمر في القراءة “التشتُّت أثناء الصلاة”

ممارسة النذور تحت المجهر

كان طوني قد بلغ من العمر سنتين وكان قد تأخّر عن أترابه في النُطق، ممّا أقلق أهله ودفع بهم إلى زيارة الطبيب. طمأنهم هذا الأخير وطلب منهم التريّث. لكّن جدّته لها في الحياة الخبرة الطويلة، فلم ترضَ بإرشادات أهل العلم. بل “نذرت” طوني إلى مار عبدا، وما هي أشهر قليلة حتّى تلفّظ بالكلمات الأولى. لمّا بلغ رُشده، فاتحته جدّته بما أخفته عنه لمّا كان فتيًّا، أنّه وَجُبَ عليه شخصيًّا، أن يسير حافيّا من منزله الكائنِ في أنطلياس إلى دير مار عبدا “المشمّر” في بلدة زكريت اللبنانيّة، إيفاءً للنذر، تجنّبًا لغضب مار عبدا المُحتمل. استمر في القراءة “ممارسة النذور تحت المجهر”

المسامحة طريقٌ إلى الشفاء

كثيرًا ما نختبرُ جراحًا سبّبها آخرون، تطبعُ مسير حياتنا، تلاحقُنا كالطيف، وغالبًا ما تمنعُنا من المضيّ قُدُمًا في سبيل الفرح الذي دُعينا إليه. ولنَكُن أكثر واقعيّة، كلُّنا، دون أي استثناء، كنّا يومًا ما ضحيّة الآخرين. لكنّ اختبار الواحد يختلفُ عن اختبار الآخر تبعًا لعوامل كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر، شخصيّة الضحيّة وحالته النفسيّة من ناحيةٍ، وحجم الإساءة ووقعها من ناحيةٍ أخرى.

استمر في القراءة “المسامحة طريقٌ إلى الشفاء”

لماذا التبخير؟

أخرجُ من منزلي الكائنِ وسط سوقٍ تجاريٍّ في كلِّ صباح، وأمرّ في المحال التجاريّة المزروعة إلى شمالي ويميني، وأرى على أعتابها مباخرَ ما زال الجمرُ فيها متّقدًا. ألتفتُ إلى أحدِ المتاجر، فأرى البائعَ يحملُ المبخرة العابقة بالبخور، يدور في الزوايا، يحرصُ على مباركة البضائعِ كلّها.

وأنا على عادتي أسائلُ كلّ شيء. أسائلُ نفسي، وأسائلُ الآخرين، وأسائلُ الله. فهذا حقّي. فقرّرت فيما يلي أن أسائل تلك المباخر المرصوفة في طريقي، أن أحاور عطورها علّها تُفهمني ما تقول، أن أتقصّى كالعادة من أين جاءَتنا، وإلى أين تُمضينا معها.

استمر في القراءة “لماذا التبخير؟”

هذا هو جسدي… هذا هو دمي

ربّي يسوع،
إجعلني،
في كلّ يومٍ أقفُ فيه وراء المذبح
في كلّ يومٍ أرفعُ فيه الخبز والخمر
في كلّ مرّةٍ أقول فيها:
“هذا جسدي… هذا دمي”
أن أقدّم معهما جسدي ودمي
من أجل الكثيرين
من أجل أبناء رعيّتي وشعبي:
الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم.
الذين يعرفون أو لا يعرفون…

فأنت، يوم خميس الأسرار،
أمرتنا أن نصنع ذلك لذكرك،
حتّى مجيئك…
أن نصنع ذلك تائقين إلى مجيئك.
أن نهب ذاتنا كما أنت فاعلٌ،
من أجل من نحبّ،
أن نُراق ونُمات،
من أجل من أنت تحبّ.

إجعلني خبزًا يُكسرُ،
من أجل غفران الخطايا.
إجعلني كرمًا يُعصرُ،
من أجل محو الذنوب.
إجعلني ذبيحةً تُبذلُ،
من أجلِ الحياة الأبديّة.
لي ولهم.

حسبي أن تُشركَ جسدي ودمي
في ذبيحتك يا ابن الله.
آمين.

أيّها الحبّ الكامل… كمِّل حبّنا

أيّها الربّ إلهنا،
جئناك اليوم وفينا الهمومُ الكثيرة.
فينا خوفٌ من المستقبل،
من المجهول،
من التحديّات.
فينا رهبةُ التحضّرِ للتحوّل الكبير.
تشغلُنا السؤالات.
يُخيفُنا فشل الآخرين.
يُروّعنُا منطقُ عالمنا الحاضر.
يُحبطُنا ما آلت إليه مجتمعاتنا. استمر في القراءة “أيّها الحبّ الكامل… كمِّل حبّنا”

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑