أدركتُ أخيرًا أنَّ الألمَ ليسَ ظرفيًّا بل هو مُرتَبِطٌ بوجودِ الإنسان. بكلماتٍ أُخرى، أستطيعُ القول: “أنا موجود، إذَن أنا أتألّم”. والألمُ بشكلٍ أو بآخَرٍ هو شرطُ الوجودِ وواقيهِ مِنَ العَدَم. فأقولُ أيضًا: “إذا لَم أتألَّم، زِلتُ من الوجود”. استمر في القراءة “مِنَ الألمِ إلى المَجد”
نعمةُ القلق الوجوديّ
من يتأمّلُ الحياةَ يَقلَق. وقَلَقُهُ جميل. لا أتكلّمُ عن القلقِ المَرَضيِّ الّذي يصيبُ بعضَ النفوس، بل عنِ النعمةِ الّتي أُعطيَت للجميع. أمّا مَن قبِلوها فقليلون. فالحياةُ تدفعُ الإنسانَ الجديَّ للبحثِ عن معناها، وللجدِّ في السُبُلِ الّتي تسمحُ لهُ عيشَها بملئها. يشعُرُ الإنسانُ أنّهُ غيرُ مُكتَفٍ ويُريدُ أكثر. غير مُكتفٍ بالإجاباتِ الّتي يملِكُها لأنّها لا تروي، وغيرُ راضٍ عمّا آلَ إليهِ لما فيهِ من شوقٍ نحو الكمال. يسبُرُ في جوفِهِ ذاك الاضطراب الوجوديّ، فيحمِلُهُ زادًا في الطريقِ نحو إنسانٍ أفضَل. استمر في القراءة “نعمةُ القلق الوجوديّ”
أشتهي الاستشهاد
أشتهي الاستشهاد. لا، لستُ أهذي. بل أنا بكاملِ قوايَ العقليّة؛ على ما أعتقد. أشتهي الاستشهاد واعترافي هذا ليسَ صورةً شعريّة. أشتهيهِ شهوةً وكأنَّ حياتي مسيرةُ توقٍ إليه. لا أدري إن كُنتُ سأستشهِدُ حقًّا. ليتَ اللّه يُعدُّ لي الفخرَ هذا! أقرأُ سيَرَ الرُسُل والشهداء وكيفَ أسلموا الروح كما يسوع بينَ يدّي الآب، غافرينَ لقاتليهِم، فأتمنّى لنفسي الميتةَ نفسها. فهُم اتّحدوا بالمسيح الاتّحاد الكامل الذّي أصبو إليه. ليتني أُدرِكُهُ. وإن كان استشهادي دربي إليه، فأنا أقبلُهُ، لا بل أشتهيه. استمر في القراءة “أشتهي الاستشهاد”
هل الله يسمعُني؟
هل الله يَسمَعُني؟
نعم!
إنتهى المقال…
آه، تريدُ شرحًا أكثَر؟
لما؟
هل لأنَّكَ مرارًا تُجالسُ الله في الصلاةِ ولا يُقابلُكَ بأيِّ جوابٍ مُباشرٍ ملموس؟ هل لأنّك تضعُ أمامهُ حياتَكَ وأحلامَكَ وأمانيَ قلبِكَ والكثيرُ منها لا يتحقّق؟ استمر في القراءة “هل الله يسمعُني؟”
التوبةُ الصّعبة
لجأتَ إلى الكاهنِ مرارًا لتعترف بخطاياكَ وأنت نادمٌ من كلِّ قلبِكَ على جميع ما فعلتَ، وكُنتَ تنوي ألّا تعودَ إلى الخطيئة فيما بعد. نِلتَ الحلّة ومَضيت. لكنّكَ في الأسبوعِ التّالي، عندَ أوّل فُرصة، سقطتَ من جديد. هي الخطيئة نفسُها. تُلاحقُكَ منذُ فترةٍ. ولا تدري إن كُنتَ ستعود إلى كرسيّ الاعتراف، أو إذا كُنتَ في هذه المرّة ستبتعِد عنهُ كونَكَ لا تستحقُّ الغفران، كما تظُنّ. أو ربّما ستحاولُ أن تتخلّى عن آفتِكَ وتتغلّب عليها وبعدها ستعودُ إلى سرّ التوبة. غالبًا ما نعودُ إلى خطيئةٍ اقترفناها في الماضي، وبعضُ الخطايا لم تترُكنا منذُ زمنٍ، وذلكَ لأنّ التوبة مسيرة، قد تبدو صعبة، وتتطلّبُّ منّا الجهادَ الكبير.
إلهٌ يموت… يا للعجب!
كلّنا مائتون أمّا الخلودُ فليس إلّا من صفات الآلهة. ولأنّ الإنسانَ يموت، ألّفَ لهُ آلهةً عبر العصور. شابهتنا هذه الآلهة بكلِّ شيءٍ، ما عدا الموت. تأكُلُ وتشربُ وتنامُ وتعشقُ وتخطأُ وتكرهُ وتعاقبُ، لكنّها لا تموت. وكأنّ رغبتنا بخلودٍ لن يتحقّق، أسقطناها على أشباهِ ناسٍ يسكنون الأعالي. لأنّنا عاجزونَ أمام الموت، اخترعنا لهُ آلهةً علَّها تُذلّلهُ بخلودها، وحفرنا بينها وبيننا هوّةً لا يُمكنُ اجتيازُها، فلا هي تأنّسَت لتُخلِّصنا، ولا نحنُ ذهبنا إليها لنتألَّه.
فرحُ التوبة
جلستُ في كُرسيِّ الاعتراف أنتظرُ المؤمنين الراغبين بالتماس رحمةِ الله. رُحتُ أتأمّلُه… خشبُهُ لا رائحة خشبٍ فيهِ، بل رائحة خرافٍ ضالّة وجدَت فيهِ راعيها وعانقتهُ. مضى على وجودِهِ في الكنيسة أكثر من قّرنَينِ ولم يمُت. فقد سقتهُ دموعُ التائبينَ وأبقتهُ حيًّا إلى اليوم. استمر في القراءة “فرحُ التوبة”
ما غايةُ يسوعَ من الشفاءات؟
إذا مرضَ من كانَ لنا عزيزًا، رفعنا نحو السماءِ عيوننا متوسّلين من يمنحُ الشفاء لهُ. وإذا خسرنا من تألّم بعدَ جهادٍ طويلٍ، خاب رجاؤنا بمن آمنّا أنّهُ قادرٌ على كلِّ شيءٍ. ونحنُ نُسائلُهُ يوميًّا: لماذا تُميّزُ بعضَنا عن بعضٍ، وتمنحُ شفاءَك لهذا وتمنعهُ عن ذاك؟ لماذا لا تُنعِم به على أبرارٍ آمنوا بك وعاشوا حياةً تُرضيك؟ كلّها تساؤلاتٍ مُحقّة تدفعُنا نحو إشكاليّةٍ نطرحُها: ما غايةُ يسوعَ من الشفاءات؟
خُذ الكتاب وابتلعهُ
تعرّفتُ إلى عائلةٍ عراقيّةٍ بغداديّة عام 2006، كانت قد لجأت إلى لُبنان بسبب الضيق الذي أصابها آنذاك. لم أعُد أذكُرُ لا الوجوهَ ولا الأسماء، أمّا ما لم يَغبْ عن بالي يومًا فهو أنّ جميع أفراد العائلة، كانوا قد حفظوا كتاب المزامير، بأناشيدِهِ المئة والخمسين، عن ظهرِ قلب. كانت كلمة الله لهم تعزيةً في الشدائد، فلا ينطقونَ بتذمُّرٍ وتأفُّفٍ، بل بتسبيحٍ دائمٍ للربِّ يسوع.
الصومُ والعودة إلى الله
لا تَغيبُ ممارسات الصومِ عن الدياناتِ كافّة، فتتخذُ أشكالًا عدّةً ومعاني متمايزة، لا سيّما أنّ في ممارستهِ ترويضٌ للنفس وتهذيبٌ لها. ولأنّ الديانات تدعو إلى سموّ الإنسانِ على ملذّاتِ الدنيا، وتالياً ملكتِهِ لنفسِهِ، لحَظَت جميعُها في تقليدها أزمنةَ صومٍ يترفّعُ فيها المؤمنُ عن شؤونِ الأرض. استمر في القراءة “الصومُ والعودة إلى الله”