كثيرونَ سمعوا دعوةَ الربِّ يسوعَ وتركوا كُلَّ شيءٍ وتبعوه. تَرَكَ الرُسُل كُلَّ شيءٍ: البيتَ، والوالدَينِ، وشباكَ الصيد، وطاولة الصَيرفة. وقدّيسونَ كثيرونَ فعلوا أيضًا كذلِكَ، وتخلّوا عمّا كانوا يملكونَ من ثرواتٍ. منهم أنطونيوس وفرنسيس وكلارا وأسماء لا تُحصى ولا تُعدّ. وبيننا الكثيرون مِن الّذينَ يرغبونَ بالتخلّي أيضًا عن كُلِّ شيء، استجابةً لدعوةِ يسوع، فحبُّهُ يبلُغُ فينا الغاية ونُريدُ أن نُحقّق بجذريّةٍ ما يدعونا إليهِ. لكنَّ عالمَ اليوم يُعطي أهمّيّةً للمالِ وللمادّة أكثَرَ من أيِّ وقتٍ مضى. وصارَت الحياةُ في التخلّي شبه مُستحيلة، حيثُ ازدادَت حاجةُ الناس إلى الأشياء والمُقتنيات، وكأنَّ الحياة من دونِها مُستحيلة.
ألتقي يسوعَ في الكنيسة
يُفرحُنا أن نرى بيننا شُبّانَ وشابات، يبحثونَ بجدّيّةٍ عن اختباراتٍ شخصيّةٍ تجمعُهُم بيسوع. فهؤلاء، الّذين يزدادونَ عددًا في عالمٍ يبحثُ عنِ المعنى الحقيقيّ للحياة، تخطّوا مظاهِرَ التديُّن الّذي يقوم على شعائرَ وطقوس، وراحوا يبحثونَ جدّيًّا عَن علاقةٍ تجمعُهُم بمخلّصِهِم، يختبرونَ من خلالها قربَهُ الحقيقيّ منهم. استمر في القراءة “ألتقي يسوعَ في الكنيسة”
هَل فَشِلَ يسوعُ في إحلالِ السلام؟
لعلَّ السلامَ حلمُ الشعوبِ كُلِّها، تطلُبُهُ مُنذُ نشأتِها، فلا تحظى بِهِ إلّا لفتراتٍ وجيزةٍ مِن تاريِخها. انتظرَ شعبُ العهدِ القديم مجيءَ المُخلِّص، أمير السلام (أش 9، 6)، يُخلِّصُ بلادَهُ مِن وطأةِ الاحتلال ويُحقِّقُ سلامًا نهائيًّا أبديًّا. وها قَد مرَّت ألفا سنةٍ على مجيءِ أميرِ السلام وما زالَ العالَمُ يتخبَّطُ بالحروبِ والنزاعات، وقَد كلّف بِعضُها خسائِرَ بشريّة هائلة تفوقُ الملايين. فهل فشِلَ يسوعُ المسيح في إحلالِ السلامِ الموعود؟ استمر في القراءة “هَل فَشِلَ يسوعُ في إحلالِ السلام؟”
أُصمُت!
كيفَ نَصمُت؟
إثنتان تمنعانِ الإنسانَ مِن الصمَت: الخوف والكبرياء. واثنتانِ تعوزانِهِ إذا أرادَ بلوغَهُ: الثقة والتواضع. هكذا يوسُفُ الصامِتُ الكبير، الّذي بفضلِ ثقتِهِ بالله ولكثرةِ تواضُعِهِ، صمتَ مُصغيًا للملاك، فاعلًا ما أمَرَهُ بِهِ (مت 1، 24). استمر في القراءة “أُصمُت!”
أُصمُت!
لماذا الصَمت؟
أذكُرُ أنّني صمتّتُ للمرّةِ الأولى حينَ كان لي مِن العُمرِ 17 سنة. هكذا الإنسان، يتأخّرُ عادةً ليفهَم أنَّهُ عليهِ أن يصمُت. والبعضُ مِنَّا يمضي عُمرَهُ مِن دونِ أن يصمُتَ لدقيقةٍ واحدة. ليسَ الصمتُ أن يسكُتَ الكلام، لأنَّهُ غالبًا ما يسكُتُ ليترُكَ مكانَهُ في داخِل الإنسان للضجيج والمعمعة. استمر في القراءة “أُصمُت!”
الجهادُ الرّوحي
أن يتحدّى أحدُهُم نفسَهُ ويواجهَ العالَم: هكذا أرى الحياةَ مع المسيح. فلا مسيرة جديّة معَهُ مِن دونِ جهادٍ يوميٍّ، ومِن دونِ سعيٍ دائمٍ، بشتّى الطُرُق، لبلوغِ ملكوتِ السماوات، لأنّ البابَ المُفضي إليه ضيّقٌ جدًّا، وطريقُهُ مُكرِبٌ، وقليلونَ هُم مَن يجدون ويجُدّون (مت 7، 14)، ولأنَّ مَلكوتَ السماوات يُغتَصَبُ اغتصابًا (مت 11، 12).
يسوع الّذي يَضحَك
ضَحِكَ يسوع وهذا مؤكَّد. بما أنّهُ بكى مرّاتٍ ثلاث في الأناجيل، نستطيعُ القولَ أنّهُ ضَحِكَ أيضًا، وهذا مَنطقيّ. لأنَّ يسوعَ بتجَسُّدِهِ أخذَ طبيعَتنا البشريّة كاملة ولَم يستثنِ منها المشاعر. عاشَ بينَ شَعبِهِ، يفرحُ ويحزَن، ويرضى ويُشجِّع، ويغضب ويوبّخ، ويضحك ويَبكي. لكنَّ وجهَ يسوعَ الّذي يَضحَك لطالما كانَ شِبهَ مفقودٍ في وعي المؤمنين لأسبابٍ جمّةٍ لا مجالَ لتعدادِها كاملة. لذا، لا بُدَّ لنا أَن نُعيدَ اكتشافَ وجهَ يسوعَ الّذي يَضحك ونتأمَّله. استمر في القراءة “يسوع الّذي يَضحَك”
الوَقتُ لله
اللهُ خَلَقَ. خلَقَ وأعطى خَلقَهُ. أعطاهُ الوقت. وجَعَلَ للوقتِ نهايةً. أرادهُ جميلًا فجَعَلهُ ذا نهاية. لأنَّ النهايةَ تمنحُ الأشياءَ قيمَتها. والإنسانُ، صورةُ اللهِ، وحدَهُ في الخلقِ يعرفُ الوقتَ. يَجِدُهُ ويَسرِقُهُ ويُسابِقُهُ ويُضيّعُهُ وينساه. يُصادِقُهُ أحيانًا ويُعاديهِ أحيانًا أُخرى. يتعايشان ومن ثمَّ يتماوتان. استمر في القراءة “الوَقتُ لله”
ماذا يعني أن أُسلِّمَ ذاتي لله؟
وَرَدني هذا السؤال مُنذُ أسبوعَين ولم أشأ أن أُقدِّمَ جوابًا مُتسرِّعًا، بل أردتُ أن أُفكِّرَ مليًّا، أن أبحث في الكتاب المُقَدَّس، أن أستشيرَ الكتبَ الروحيّة واللّاهوتيّة، وأن أبني مقالًا مُتناسقًا علميًّا يُقدِّمُ أجوبةً منطقيّةً، مُقنعةً، ومدُعّمة بباقة من الآيات الكتابيّة. خانَتني قُدُراتي وإلى اليوم لم أكُن بعد قد وجدتُ جوابًا. استمر في القراءة “ماذا يعني أن أُسلِّمَ ذاتي لله؟”
مُغامرةُ التكرُّس في عصرِنا
راهبةٌ عجوزٌ استقلَّت الباصَ هذا الصباح. جَلَسَتْ قُبالتي تتأمَّلُ الرُكّابَ مُبتسمَةً، وكأنَّها في وجوهِهِم تَستَشِفُ تأمُّلًا في عظمةِ الخالِق. جذَبَت ابتسامَتُها صبيّةً عشرينيّة، فسارَعَت تِلكَ الأخيرة للجُلوسِ بقُربِها، وراحت تُحدِّثُها. لا أخفي كَم تفاجأت! من يرى اللهفةَ الباديةَ على وجهِ الفتاة، يلمسُ شوقَها إلى فرحٍ تعرِفُ تمامًا أنّ الراهبة العجوز قد وجدَتهُ. تِلكَ الصبيّة كأترابِها تبحثُ عنِ الفَرَح. جميعُنا نبحثُ عنهُ. نعرِفُ أينَ نَجِدُهُ، ولكنّنا نتردَّدُ في المضيِّ إليه. استمر في القراءة “مُغامرةُ التكرُّس في عصرِنا”