العَهدُ القَويّ

البشرُ يُخِلُّون بوعودِهِم. لذلِكَ اعتادَ الناسُ إبرامَ العقودِ وتوقيعَ المُعاهداتِ وإضافةِ البنودِ الجزائيّةِ فيها لضمانِ حقوقِ الطرفَينِ المُتَّفِقَين.  وتأتي الاتّفاقياتُ بينَ اثنَينِ غيرَ مُتساويَينِ قوّةً، فيحميَ العقدُ الأضعَفَ مِن بطشِ الأقوى وظِلمِهِ. في جميعِ الأحوال، تبقى جميعُ اتّفاقياتِ البشرِ ناقصةً لأنّها خاضعةٌ لأنظمةِ البشرِ البعيدةِ عنِ الكمال. استمر في القراءة “العَهدُ القَويّ”

“شَيطَنَةُ” الله

“شيطنة” الآخرينَ وسيلةُ الإنسانِ لتبريرِ نفسِهِ. هكذا كانَ منذُ الحاجةِ إلى التبريرِ وما زالَ إلى الآن. هكذا كانَ مُذ رأى الإنسانُ ما فيهِ مِن عيوبٍ، فأرادَ أن يَستُرَها؛ بعيوبِ الآخرينَ يستُرُها. يكشِفُ عُريَهُم ليستُرَ عُريَهُ. يُذنِّبُهُم فيُبرِّرَ نفسَهُ. يُشيطِنُهُم فيؤَلِّهَ ذاتَهُ. وإذا لزِمَهُ الأمرُ، شَيطَنَ الله. استمر في القراءة ““شَيطَنَةُ” الله”

أكرِم أباكَ وأمَّك

البنوّةُ خيارٌ حُرٌّ. فإنّنا لا نولَدُ أبناء، بل نَختارُ أن نصيرَ أبناءَ لمَن أعطيانا الحياة، وبذلكَ نُكرمُهُما الإكرامَ الحقيقيّ. والقولُ في البنوّةِ أنّها خيارٌ حرٌّ يعني أنّ الوالدَينِ نعمةٌ مجّانيّةٌ تسبقُ الإنسان. يبقى عليهِ أن يقبَلها كما هي مِن دونِ شروطٍ، فيصيرَ، لأجلِ خيارِهِ الحرّ، إبنًا. استمر في القراءة “أكرِم أباكَ وأمَّك”

أُترُك كُلَّ شيءٍ واتبَعني!

كثيرونَ سمعوا دعوةَ الربِّ يسوعَ وتركوا كُلَّ شيءٍ وتبعوه. تَرَكَ الرُسُل كُلَّ شيءٍ: البيتَ، والوالدَينِ، وشباكَ الصيد، وطاولة الصَيرفة. وقدّيسونَ كثيرونَ فعلوا أيضًا كذلِكَ، وتخلّوا عمّا كانوا يملكونَ من ثرواتٍ. منهم أنطونيوس وفرنسيس وكلارا وأسماء لا تُحصى ولا تُعدّ. وبيننا الكثيرون مِن الّذينَ يرغبونَ بالتخلّي أيضًا عن كُلِّ شيء، استجابةً لدعوةِ يسوع، فحبُّهُ يبلُغُ فينا الغاية ونُريدُ أن نُحقّق بجذريّةٍ ما يدعونا إليهِ. لكنَّ عالمَ اليوم يُعطي أهمّيّةً للمالِ وللمادّة أكثَرَ من أيِّ وقتٍ مضى. وصارَت الحياةُ في التخلّي شبه مُستحيلة، حيثُ ازدادَت حاجةُ الناس إلى الأشياء والمُقتنيات، وكأنَّ الحياة من دونِها مُستحيلة.

استمر في القراءة “أُترُك كُلَّ شيءٍ واتبَعني!”

مِن حيثُ أنا إلى حيثُ أنتَ

وأنا ساجدٌ أمامكَ،
تتّقِدُ فيَّ رغبةٌ،
هي الأصدقُ بينَ رغائبي.
أظنّها رغبتي الحقيقيّةُ الوحيدة،
أن تندثِرَ المسافةُ بينَكَ وبيني،
وأن ينتهي زمنُ الانتظار.
هي رغبتي الحقيقيّةُ الوحيدة،
أن أتّحِدَ بكَ.

رغبتي هذه هي مِنكَ،
تقبِضُ عليَّ وتجذُبُني إلَيك.
تتأصّلُ في أجزائي،
فتندفعُ جميعُها إليك.
كُلُّ ما فيّ يعرِفُ أنّكَ أصلُهُ،
ويحنُّ إليك.
أمّا تِلكَ اللمساتُ الخفيفةُ الّتي لمستنيها،
فجعَلْتَني أكثرَ شوقًا إلَيك.

ها عيناي،
لمستَهُما بأصابِعِك على طريق أريحا،
وغسلتهما بطينِ الخلقِ،
كي تُبصرا،
فأبصرتا وجهَكَ القدّوس.
كما تُبصَرُ الأشياءُ في المرآة،
أبصرتا،
وتنتظرانِ أن تتأمّلاكَ وجهًا لوجهٍ.

ها شفتايَ،
أحرقْتَهُما بجمرَتِكَ.
وتبارَكَتا بلثمِ قدمَيكَ في منزِلِ سمعان الفرّيسي.
ولساني قَد ذاقَ ما أطيَبَكَ،
يا خُبزَ الحياة،
النازل مِن السماءِ قوتًا لا يفنى.

ها أذُنايَ،
أزلتَ عنهُما علَّتَهُما
في أرضِ الوثنيّين،
فسمعَتا نداءَك
يقودُني إلى المراعي الخصيبة،
أيُّها الراعي الصالِح.

ها يداي،
تشبَّثْتَ بهما وأنا أغرقُ في بُحيرةِ طبريّا،
فانتشلتَني إلى الحياة.
لمستا طرَفَ ردائكَ،
حينَ كُنتَ في طريقِكَ إلى بيتِ يئيرُس،
واستمدَّتا مِنكَ القوّة،
فوقفَ نزفُ دمي.
وأصابعي خطّتَ جراحَكَ فوقَ جسدِكَ،
في العليّةِ حينَ جئتنا قائمًا، ظافرًا،
فأعلنتُكَ: “ربّي وإلهي”.

جميعُ حواسي،
لأجلِ نزولِكَ إليها،
تتوقُ للارتقاءِ إليك.
جميعُ حواسي،
لأجلِ افتقادِكَ لها،
تحملُ فيها رغبتي الصادقة بالاتّحادِ الكاملِ بكَ.

جميعُ حواسي لَم تعُد كافيّة.
استجِب رغبتي،
الآنَ،
فلينتهي الزمان،
ولتأخُذني مِن حيثُ أنا إلى حيثُ أنت.

عائلة تُصلّي

تعلّمتُ صلاتي الأولى في عائلتي. هكذا هو حالُ الكثيرين مِن الّذينَ تلقّوا دروسَهُم المسيحيّة الأولى مِن أُمّهاتِهِم في المساءِ قبلَ نومِهِم. وصلاتي الأولى كانَت مِن أجلِ عائلتي. فجميعُنا قبلَ أن نسأل لنفوسِنا الأشياء، كُنّا نُصلّي مِن أجلِ “بابا” و”ماما” وإخوتِنا. في الصلاة الأولى، تتجلّى رغبةُ الإنسان القلبيّة في تحقيق دعوةِ العائلة الحقيقيّة، أن تكونَ على صورةِ الله الثالوث، شرِكةً في المحبّة. هكذا حسُنَ لدى الله – الثالوث أن يخلُقَ الإنسان عائلةً، على صورتِهِ كمثالِهِ. استمر في القراءة “عائلة تُصلّي”

لقاءٌ في البَعيد

كتَبتُ مُنذُ زمنٍ صلاةً عُنوانُها “دَعني أرحَل“.
في الأمسِ، عُدتُ إلَيها، أو رُبَّما أُعِدتُ إلَيها.
قرأتُها، صلَّيتُها، صلَّيتُ الزَمَنَ الّذي تلاها، وقرّرتُ أن أكتُبَ عَن لقائي بعدَ الرحيل،
عَن ذاكَ اللقاء في البعيد.

ربِّ،
في الماضي،
في أمسٍ ليسَ بالبعيد،
سَرَقَتْني الأفكارُ مِن انشغالاتي اليوميّة.
تبِعتُها،
واستسلمتُ لها.
أوقَدَتْ فيَّ رغبةً لَم أعرِفها مِن قبل،
فَرُحتُ أكتُبُها لكَ:

استمر في القراءة “لقاءٌ في البَعيد”

هَل فَشِلَ يسوعُ في إحلالِ السلام؟

لعلَّ السلامَ حلمُ الشعوبِ كُلِّها، تطلُبُهُ مُنذُ نشأتِها، فلا تحظى بِهِ إلّا لفتراتٍ وجيزةٍ مِن تاريِخها. انتظرَ شعبُ العهدِ القديم مجيءَ المُخلِّص، أمير السلام (أش 9، 6)، يُخلِّصُ بلادَهُ مِن وطأةِ الاحتلال ويُحقِّقُ سلامًا نهائيًّا أبديًّا. وها قَد مرَّت ألفا سنةٍ على مجيءِ أميرِ السلام وما زالَ العالَمُ يتخبَّطُ بالحروبِ والنزاعات، وقَد كلّف بِعضُها خسائِرَ بشريّة هائلة تفوقُ الملايين. فهل فشِلَ يسوعُ المسيح في إحلالِ السلامِ الموعود؟ استمر في القراءة “هَل فَشِلَ يسوعُ في إحلالِ السلام؟”

أُصمُت!

كيفَ نَصمُت؟

إثنتان تمنعانِ الإنسانَ مِن الصمَت: الخوف والكبرياء. واثنتانِ تعوزانِهِ إذا أرادَ بلوغَهُ: الثقة والتواضع. هكذا يوسُفُ الصامِتُ الكبير، الّذي بفضلِ ثقتِهِ بالله ولكثرةِ تواضُعِهِ، صمتَ مُصغيًا للملاك، فاعلًا ما أمَرَهُ بِهِ (مت 1، 24). استمر في القراءة “أُصمُت!”

حنينٌ إلى الحُبِّ الأوَّل

تعودُ بي إلى لقاءَاتِنا الأولى،
يومَ كُنتُ لا أزالُ صغيرا…
وما أعظَمَ حنيني لأن أعودَ صغيرا!

يومَها،
لَم أكُن أعرِفُ في الصلاةِ مَدرَسةً،
بَل كانَت روحي فقيرة؛
ولَم أكُن أعرِفُ في العلمِ فلسفةً،
لكنَّكَ جَعَلتني بصيرا،
وأرَيتني مِن مجدِكَ حقيقةً،
فقرّرتُ مِن أجلِهِ المسيرَا.

وأنا أمشي،
إذا تَعبتُ،
إذا انكسرتُ،
إذا ضلَلتُ،
تعودُ بي إلى لقاءَاتِنا الأولى.

تعودُ بي إلى لقاءَاتِنا الأولى،
يومَ كُنتُ لا أزالُ صغيرا…
يومَ اكتَشَفتُ أنَّني أُحبُّكَ،
قبلَ كُلِّ شيءٍ وأكثرَ مِن أيِّ شيءٍ،
أُحبُّكَ…

تعودُ بي إلى لقاءَاتِنا الأولى،
وأنا ما أنا اليوم،
بفضلِ لقاءَاتِنا الأولى،
ومِن أجلِ لقاءَاتِنا الأولى.
هُناكَ اشتعلَتِ الرغبةُ فيَّ،
بأن أعرفكَ وأُحِبَّكَ.
وهُناك ولِدَت فيَّ الذكرى،
أنّني رغبتُ بأن أعرِفَك وأُحِبَّكَ.

في لقاءَاتِنا الأولى،
طعمٌ مِن لقائِنا الأخير…
حنيني إلى لقاءَاتِنا الأولى،
صارَ شوقًا للّقاءِ الأخير.
فاجعلني يا ربُّ أمينًا لحنيني،
لشوقي إليك،
أنت الحُبُّ الأوَّل،
والأخير.

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑