ربِّ، كم أرغبُ بالرحيل،
أن أتركَ الموطِنَ والأرضَ والعشيرةَ، وأن أتبعَكَ في تلكّ المغامرة،
حيثُ لا ضمانات منطقيّة،
كما ترَكَ أبرام كلّ شيء،
حتّى اسمه،
سعيًا وراء صوتٍ سَمِعهُ يُناديه.
فأنت يا ربُّ لستَ بصنمٍ معبودٍ،
إنّما إلهٌ متأنّسٌ يتكلّم.
دعني أرحلُ،
فالحبُّ أقوى من ذاتي وأقوى من البقاء.
هو موطني، فلا موطنَ لي غيره.
هو أرضي، فلا خصبَ لي إلَا فيه.
هو أهلي، فلا أمان لي إلّا به.
دعني أرحلُ
إلى الصحراء،
إلى العراء،
حيثُ أريكَ ذاتي، بصدقٍ،
بملء إرادتي،
علِّي أرى ما تَكشف لي من ذاتك.
دعني أرحلُ،
بعيدًا عن معرفتي،
بعيدَا عن اختباراتي،
بعيدًا عن أفكاري وأقوالي وأعمالي،
بعيدًا عن ذاتي.
أيّها الحبّ،
دعني أرحلُ إليك.