يسوع الّذي يَضحَك

ضَحِكَ يسوع وهذا مؤكَّد. بما أنّهُ بكى مرّاتٍ ثلاث في الأناجيل، نستطيعُ القولَ أنّهُ ضَحِكَ أيضًا، وهذا مَنطقيّ. لأنَّ يسوعَ بتجَسُّدِهِ أخذَ طبيعَتنا البشريّة كاملة ولَم يستثنِ منها المشاعر. عاشَ بينَ شَعبِهِ، يفرحُ ويحزَن، ويرضى ويُشجِّع، ويغضب ويوبّخ، ويضحك ويَبكي. لكنَّ وجهَ يسوعَ الّذي يَضحَك لطالما كانَ شِبهَ مفقودٍ في وعي المؤمنين لأسبابٍ جمّةٍ لا مجالَ لتعدادِها كاملة. لذا، لا بُدَّ لنا أَن نُعيدَ اكتشافَ وجهَ يسوعَ الّذي يَضحك ونتأمَّله. استمر في القراءة “يسوع الّذي يَضحَك”

نشيدُ العودة

هَل أعودُ بعدَ الرحيل؟
في الماضي اخترتُ الرحيلا.
هَل أجدُ لي في البيتِ مكان؟
دربُ العودةِ
يبدو طويلا،
صعبٌ، مرصوفٌ أحزان.

كيفَ آتيكَ؟
ألا أخجَل؟
عَبدتُ نَفسيَ والأوثان.
كيفَ أُناديكَ؟
أقولُ أبانا؟
لستُ ابنَكَ بعدَ الآن.

لكنَّ صوتَكَ يُناديني لأقومَ
وأنسى ماضيَّ،
وأسير.
وأرمي عَنّي ردائي،
فلا يَصعُبَ عليّ المَسير.
وأسير.
وتُناديني،
لأُسكِتَ في نَفسي دائي،
ووجَعي،
فلا يمنعاني أن أسير.
وأصير،
حيثُ وعدتَني،
حيثُ عزائي،
وهنائي.
حيثُ تُقيم.
فأقومُ،
وأسير.

أجِدُكَ على البابِ،
مُرتقبًا،
مُنتظِرًا،
تتألَّمُ شوقًا.
وما إن تراني حتّى تفرَح،
أبوابَ بيتِكَ تَفتَح،
وتُعيِّد رَجعَتي عَن تيهي،
تهليلا،
ونشيدُ عودتي تُغنّيهِ،
تَقبيلا.

حينَ عُدتُ إليكَ يا إلهي،
أنتَ أنشدتَ عودتي،
وأعدتَ إليَّ بنوَّتي…

الوَقتُ لله

اللهُ خَلَقَ. خلَقَ وأعطى خَلقَهُ. أعطاهُ الوقت. وجَعَلَ للوقتِ نهايةً. أرادهُ جميلًا فجَعَلهُ ذا نهاية. لأنَّ النهايةَ تمنحُ الأشياءَ قيمَتها. والإنسانُ، صورةُ اللهِ، وحدَهُ في الخلقِ يعرفُ الوقتَ. يَجِدُهُ ويَسرِقُهُ ويُسابِقُهُ ويُضيّعُهُ وينساه. يُصادِقُهُ أحيانًا ويُعاديهِ أحيانًا أُخرى. يتعايشان ومن ثمَّ يتماوتان. استمر في القراءة “الوَقتُ لله”

ماذا يعني أن أُسلِّمَ ذاتي لله؟

وَرَدني هذا السؤال مُنذُ أسبوعَين ولم أشأ أن أُقدِّمَ جوابًا مُتسرِّعًا، بل أردتُ أن أُفكِّرَ مليًّا، أن أبحث في الكتاب المُقَدَّس، أن أستشيرَ الكتبَ الروحيّة واللّاهوتيّة، وأن أبني مقالًا مُتناسقًا علميًّا يُقدِّمُ أجوبةً منطقيّةً، مُقنعةً، ومدُعّمة بباقة من الآيات الكتابيّة. خانَتني قُدُراتي وإلى اليوم لم أكُن بعد قد وجدتُ جوابًا. استمر في القراءة “ماذا يعني أن أُسلِّمَ ذاتي لله؟”

مُغامرةُ التكرُّس في عصرِنا

راهبةٌ عجوزٌ استقلَّت الباصَ هذا الصباح. جَلَسَتْ قُبالتي تتأمَّلُ الرُكّابَ مُبتسمَةً، وكأنَّها في وجوهِهِم تَستَشِفُ تأمُّلًا في عظمةِ الخالِق. جذَبَت ابتسامَتُها صبيّةً عشرينيّة، فسارَعَت تِلكَ الأخيرة للجُلوسِ بقُربِها، وراحت تُحدِّثُها. لا أخفي كَم تفاجأت! من يرى اللهفةَ الباديةَ على وجهِ الفتاة، يلمسُ شوقَها إلى فرحٍ تعرِفُ تمامًا أنّ الراهبة العجوز قد وجدَتهُ. تِلكَ الصبيّة كأترابِها تبحثُ عنِ الفَرَح. جميعُنا نبحثُ عنهُ. نعرِفُ أينَ نَجِدُهُ، ولكنّنا نتردَّدُ في المضيِّ إليه. استمر في القراءة “مُغامرةُ التكرُّس في عصرِنا”

مِنَ الألمِ إلى المَجد

أدركتُ أخيرًا أنَّ الألمَ ليسَ ظرفيًّا بل هو مُرتَبِطٌ بوجودِ الإنسان. بكلماتٍ أُخرى، أستطيعُ القول: “أنا موجود، إذَن أنا أتألّم”. والألمُ بشكلٍ أو بآخَرٍ هو شرطُ الوجودِ وواقيهِ مِنَ العَدَم. فأقولُ أيضًا: “إذا لَم أتألَّم، زِلتُ من الوجود”. استمر في القراءة “مِنَ الألمِ إلى المَجد”

اللهُ والكوارِثُ الطبيعيّة

أعاصيرٌ وزلازلٌ تتسبّبُ بمقتَلِ الآلاف حولَ العالم. أمامَها يتساءَلُ الإنسانُ عن المُسبّب الّذي يقفُ خلفها: منهُم من يتّهِمُون الله، وآخرون يجرّمونَ الإنسانَ، والبعضُ يلقونَ الملامة على نظامِ الطبيعة. بالطبعِ، مَن يتألَّمُ جرّاءَ كارثةٍ أصابَتهُ لَن يَقتَنِعَ بالكامِل بأيِّ جوابٍ بشريٍّ قد يُقدَّم لهُ. وما أطرحُهُ في أسطري هذه، هو محاولة فكريّة لفهمِ الأزمة، تظلُّ ناقصة، ولا تحمِلُ جوابًا نهائيًّا يُروي قَلبَ الإنسان. استمر في القراءة “اللهُ والكوارِثُ الطبيعيّة”

“لاهوتيّو” عصر الإنترنت والإفلاس الفكري

خبراءُ اللّاهوتِ في عصرِ الإنترنت أكثرُ معرفةً باللهِ منَ اللهِ نفسه. فكثيرونَ من روّادِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيّ نصّبوا نفوسَهُم علماءَ بما لا يعلَمون، وأخذوا يُجادلون ويُحاجّون، وهم لا يدرونَ عمّا يتكّلمون، ولا يعرفونَ عمّا يدافعون. يُماحكونَ في موضوعاتٍ تافهة، وينعتونَ من لا يُشاركُهُم الرأي. ولا يقبلونَ أيَّ رأيٍ مُغايرٍ ولو جاءَ مِنْ أعلى سُلطةٍ كنسيّة. هؤلاءِ هُم “لاهوتيّو” عصر الإنترنت، جميعُهُم يتكّلمونَ ويُسهبون، وقليلونَ منهُم مَن يصغونَ حقًّا إلى الله.

استمر في القراءة ““لاهوتيّو” عصر الإنترنت والإفلاس الفكري”

نعمةُ القلق الوجوديّ

من يتأمّلُ الحياةَ يَقلَق. وقَلَقُهُ جميل. لا أتكلّمُ عن القلقِ المَرَضيِّ الّذي يصيبُ بعضَ النفوس، بل عنِ النعمةِ الّتي أُعطيَت للجميع. أمّا مَن قبِلوها فقليلون. فالحياةُ تدفعُ الإنسانَ الجديَّ للبحثِ عن معناها، وللجدِّ في السُبُلِ الّتي تسمحُ لهُ عيشَها بملئها. يشعُرُ الإنسانُ أنّهُ غيرُ مُكتَفٍ ويُريدُ أكثر. غير مُكتفٍ بالإجاباتِ الّتي يملِكُها لأنّها لا تروي، وغيرُ راضٍ عمّا آلَ إليهِ لما فيهِ من شوقٍ نحو الكمال. يسبُرُ في جوفِهِ ذاك الاضطراب الوجوديّ، فيحمِلُهُ زادًا في الطريقِ نحو إنسانٍ أفضَل. استمر في القراءة “نعمةُ القلق الوجوديّ”

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑