لأجل كلمتك… أُرسلُها

ربّي يسوع،
أراك تهبُ كلَّ شيءٍ بمجّانيّة تامّة،
تُشرقُ شمسكَ على الأبرار والأشرار…
تحقّق خلاصك لمن عرفوك ولمن لم يعرفوك
دون أن تسأل لمن تهبُ ذاتكَ وبما سيُبادلك.

وأسمعك تقول لي:
مجّانًا أخذتم، فمجّانًا أعطوا…
وها إنّي أقرّر أن أتجرّد من كلّ شيء،
وألّا أنتظر مقابلًا لخدمتي.

المجّانيّة التي تريد،
هي أن أقبل الآخرين وردود فعلهم…
أن أقبلَ السيّئات إذا ما بادلوني بها.

المجّانيّة هي أن أفهم
أن بعض الزرع لن يُثمر.

ومتى أتعب من الصيد طوال الليل،
من دون أن أصطاد شيئًا،
أُدعُني لكي أُلقي الشبكة من جديد،
فأُرسلها في العمق… لأجل كلمتك.

قرّرتُ معانقةَ الشمس

لم أكن أعلمُ يومَ فردتُ أجنحتي وحلّقتُ،
يوم خرجتُ عن سَربِ العبيد وتفرّدتُ،
أنّ الحريّة التي عانقتُها قاسية،
أنّ المُجاهَدة تكونُ عكس التيّار،
أنّ طريق الوصول إلى الشمس طويلة،
تُقاسُ بالقرارات…

قرار مزاولة التحليق،
وقرارُ متابعة التحديق،
وقرارُ تحمُّلِ الحريق،
وقرارُ الهروب من تغريدات سرب الماضي،
وقرارُ النضال… النضال… النضال…
حتّى النفس الأخير.

فلتفنى أجنحتي، فلن أحتاجها متى بلغت.
ولتنطفئ عَينايَ، فلن أحتاجها متى عاينت.
ولتسقط ريشاتي، فهي ليست لي،
ولينطوي الماضي، فأبناؤهُ ليسوا لي.

ربِّ وإلهي،
دعني في رحيلي الحُرِّ إليك،
في سفر القرارات إليك،
أن أختارك أنت،
مع كلِّ نَفَسِ أنت،
أن تبقى رغبتي أنت،
وألّا تمنعني الأجنحة الواهنة ولا الطيور ولا التيّارات ولا القرارات
من البلوغ إليك…
قبضتُ حريّتي، فلتقُدني إليك. آمين.

هذا هو جسدي… هذا هو دمي

ربّي يسوع،
إجعلني،
في كلّ يومٍ أقفُ فيه وراء المذبح
في كلّ يومٍ أرفعُ فيه الخبز والخمر
في كلّ مرّةٍ أقول فيها:
“هذا جسدي… هذا دمي”
أن أقدّم معهما جسدي ودمي
من أجل الكثيرين
من أجل أبناء رعيّتي وشعبي:
الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم.
الذين يعرفون أو لا يعرفون…

فأنت، يوم خميس الأسرار،
أمرتنا أن نصنع ذلك لذكرك،
حتّى مجيئك…
أن نصنع ذلك تائقين إلى مجيئك.
أن نهب ذاتنا كما أنت فاعلٌ،
من أجل من نحبّ،
أن نُراق ونُمات،
من أجل من أنت تحبّ.

إجعلني خبزًا يُكسرُ،
من أجل غفران الخطايا.
إجعلني كرمًا يُعصرُ،
من أجل محو الذنوب.
إجعلني ذبيحةً تُبذلُ،
من أجلِ الحياة الأبديّة.
لي ولهم.

حسبي أن تُشركَ جسدي ودمي
في ذبيحتك يا ابن الله.
آمين.

أيّها الحبّ الكامل… كمِّل حبّنا

أيّها الربّ إلهنا،
جئناك اليوم وفينا الهمومُ الكثيرة.
فينا خوفٌ من المستقبل،
من المجهول،
من التحديّات.
فينا رهبةُ التحضّرِ للتحوّل الكبير.
تشغلُنا السؤالات.
يُخيفُنا فشل الآخرين.
يُروّعنُا منطقُ عالمنا الحاضر.
يُحبطُنا ما آلت إليه مجتمعاتنا. استمر في القراءة “أيّها الحبّ الكامل… كمِّل حبّنا”

أسألُكَ الصمت

وأنا إن أكثرتُ الكلام
فأنِّبْ شفتيّ
واجعل عليهما حارسًا ورقيبًا.

وإذا دنّستُ لساني
بالتعجرفِ وبأقوال الباطل،
وإذا تكلّمت من دون محبّةٍ
لأن زاد فيَّ غرور البلاغة،
أسكتني…

أسألكَ الصمت
كما زكريّا.
فأتأمَّل نقصي ووجعي إليك،
وأندهش بصنع يديك أكثر.

أسألك الحكمة
فلا أقول إلّا الحقّ.

أسألكَ التواضع
فأصون لساني عن قول اللّا شيء،
وعن السقوط في فخّ اللّا معنى.

أسألك الصبر،
فلا يخرج كلامي إلّا في حينه.

أسألك الوداعة،
فتَسكُت عدائيّتي وأذيّتي،
ولا أتكلّم إلّا باللطف.

أنقذني من نفسي يا ربّ
فأنا كما أشعيا دنسُ الشفتَين.
كم أشتهي جمرةً تحرقُ دنسي
علّي لا أنطق إلّا بطُهرك.

أسألك أن أصمت أنا
أَسكِتْ فكري
أَسكِتْ نفسي
أَسكِتْ فمي
أَسكِتْ قلمي
أَسكِتْ ريشتي
أَسكِتْ موتي

فحسبي أن أسكتَ أنا
وأن تتكلّم أنت.

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑