لم نعاين القبر الفارغ، ولم نسمع بُشرى الملائكة، ولم نلمس جسد الربّ، ولم نجالسه إلى المائدة، ولم نسمع رواية المريمات ولا شهادة بطرس ويوحنّا. ليس فينا أيّ شاهد عيان على قيامة الربّ يسوع، فكيف لنا أن نكون شهود حقٍّ بعد ألفي سنة من الحدث العظيم؟
شهود إيمان
لكي تشهد لقيامة المسيح عليك أن تكون مؤمنًا، وهذا بديهي. إن لم تكن القيامة حدثًا حقيقيًّا اختبرته في حياتك أنت، لن تستطيع أن تشهد أنّ المسيح قام حقًّا، لأنّ الإيمان ينمو فيك، على قدر ما تختبر من قرب الربّ يسوع لك. فلن يصدّقك أحد إن قلت له أنّ المسيح قام ما لم تستند إلى براهين من حياتك أنت.
يقول بولس الرسول: “إن لم يقم المسيح فإيماننا باطل” (1 قور 15، 2)، وهذا يعني أنّ إيمانك باطل إذا لم تختبر في باطنك قيامة الربّ. فبالقيامة تختبر التحرّر من الخوف والضعف والخطيئة، وتعيش في نفسك ذاك التحوّل المحيي، الذي لا ينفك يُفرح قلبك.
أمّا أزمة الإيمان في عصرنا اليوم، فسببها أنّ القلائل يبحثون عن اختبار الموت والقيامة المُعاش في الواقع، وكثر يعرفون القيامة كقصّة ماضية يستذكرونها مرّة في السنة، ويحتفلون بها بعاداتٍ وتقاليد تبقى خارجة عن قلوبهم.
شهود رجاء
أن تؤمن بقيامة المسيح، هو ألّا يظّل فيك اتّكالٌ على أحد إلّا الرجاء بيسوع وحده. فلا يمكن أن تشهد لقيامة المسيح وأنت لا تزال متستّرًا خلف سلاطين هذا العالم وحكّامه. من يسود هذا العالم لا يملك في عالم يسوع الجديد، الذي افتتحه بقيامته من بين الأموات. أن يكون فيك الرجاء، هو أن تحسب كلّ شيء خسرانًا لربح المسيح (في 3، 8)، لأنّ به وحده يليق السعي. هو أن تدوس تحت أقدامك السلطة والمال والشهوة، فلا طعم لها في حلقك ولا لون لها في حدقتيك، لأنّ الربّ يسوع وحده يملك على عقلك وقلبك ونفسك.
شهود محبّة
أن تشهد لقيامة يسوع من الموت هو أن تحيا الحبّ في وسط كنيستك. فلا يبقى لك لا عدوّ ولا منافس ولا مشكّك ولا مديون. فبحبّنا بعضنا لبعض يعرف العالم أنّنا تلاميذ الربّ يسوع (يو 13، 35). متى قام المسيح وحطّم أبواب قلبك، لن تستطيع أن تدفن فيه أحدًا. فلنحطّم القبور المكلّسة فينا ولتبقَ حيطانها عارية وأبوابها مشرّعة.
رأى التلاميذ القبر الفارغ فذُهلوا لما حدث، وقاموا مسرعين يحملون الخبر إلى العالم أجمع. ليت من ينظر إلى قلوبنا اليوم، يندهش كالتلاميذ، فيُذيعُ ما رأى فينا، أنّ المسيح قام… حقًّا قام.
اترك تعليقًا