لعلَّ السلامَ حلمُ الشعوبِ كُلِّها، تطلُبُهُ مُنذُ نشأتِها، فلا تحظى بِهِ إلّا لفتراتٍ وجيزةٍ مِن تاريِخها. انتظرَ شعبُ العهدِ القديم مجيءَ المُخلِّص، أمير السلام (أش 9، 6)، يُخلِّصُ بلادَهُ مِن وطأةِ الاحتلال ويُحقِّقُ سلامًا نهائيًّا أبديًّا. وها قَد مرَّت ألفا سنةٍ على مجيءِ أميرِ السلام وما زالَ العالَمُ يتخبَّطُ بالحروبِ والنزاعات، وقَد كلّف بِعضُها خسائِرَ بشريّة هائلة تفوقُ الملايين. فهل فشِلَ يسوعُ المسيح في إحلالِ السلامِ الموعود؟ استمر في القراءة “هَل فَشِلَ يسوعُ في إحلالِ السلام؟”
أُصمُت!
كيفَ نَصمُت؟
إثنتان تمنعانِ الإنسانَ مِن الصمَت: الخوف والكبرياء. واثنتانِ تعوزانِهِ إذا أرادَ بلوغَهُ: الثقة والتواضع. هكذا يوسُفُ الصامِتُ الكبير، الّذي بفضلِ ثقتِهِ بالله ولكثرةِ تواضُعِهِ، صمتَ مُصغيًا للملاك، فاعلًا ما أمَرَهُ بِهِ (مت 1، 24). استمر في القراءة “أُصمُت!”
أُصمُت!
لماذا الصَمت؟
أذكُرُ أنّني صمتّتُ للمرّةِ الأولى حينَ كان لي مِن العُمرِ 17 سنة. هكذا الإنسان، يتأخّرُ عادةً ليفهَم أنَّهُ عليهِ أن يصمُت. والبعضُ مِنَّا يمضي عُمرَهُ مِن دونِ أن يصمُتَ لدقيقةٍ واحدة. ليسَ الصمتُ أن يسكُتَ الكلام، لأنَّهُ غالبًا ما يسكُتُ ليترُكَ مكانَهُ في داخِل الإنسان للضجيج والمعمعة. استمر في القراءة “أُصمُت!”
حنينٌ إلى الحُبِّ الأوَّل
تعودُ بي إلى لقاءَاتِنا الأولى،
يومَ كُنتُ لا أزالُ صغيرا…
وما أعظَمَ حنيني لأن أعودَ صغيرا!
يومَها،
لَم أكُن أعرِفُ في الصلاةِ مَدرَسةً،
بَل كانَت روحي فقيرة؛
ولَم أكُن أعرِفُ في العلمِ فلسفةً،
لكنَّكَ جَعَلتني بصيرا،
وأرَيتني مِن مجدِكَ حقيقةً،
فقرّرتُ مِن أجلِهِ المسيرَا.
وأنا أمشي،
إذا تَعبتُ،
إذا انكسرتُ،
إذا ضلَلتُ،
تعودُ بي إلى لقاءَاتِنا الأولى.
تعودُ بي إلى لقاءَاتِنا الأولى،
يومَ كُنتُ لا أزالُ صغيرا…
يومَ اكتَشَفتُ أنَّني أُحبُّكَ،
قبلَ كُلِّ شيءٍ وأكثرَ مِن أيِّ شيءٍ،
أُحبُّكَ…
تعودُ بي إلى لقاءَاتِنا الأولى،
وأنا ما أنا اليوم،
بفضلِ لقاءَاتِنا الأولى،
ومِن أجلِ لقاءَاتِنا الأولى.
هُناكَ اشتعلَتِ الرغبةُ فيَّ،
بأن أعرفكَ وأُحِبَّكَ.
وهُناك ولِدَت فيَّ الذكرى،
أنّني رغبتُ بأن أعرِفَك وأُحِبَّكَ.
في لقاءَاتِنا الأولى،
طعمٌ مِن لقائِنا الأخير…
حنيني إلى لقاءَاتِنا الأولى،
صارَ شوقًا للّقاءِ الأخير.
فاجعلني يا ربُّ أمينًا لحنيني،
لشوقي إليك،
أنت الحُبُّ الأوَّل،
والأخير.
الجهادُ الرّوحي
أن يتحدّى أحدُهُم نفسَهُ ويواجهَ العالَم: هكذا أرى الحياةَ مع المسيح. فلا مسيرة جديّة معَهُ مِن دونِ جهادٍ يوميٍّ، ومِن دونِ سعيٍ دائمٍ، بشتّى الطُرُق، لبلوغِ ملكوتِ السماوات، لأنّ البابَ المُفضي إليه ضيّقٌ جدًّا، وطريقُهُ مُكرِبٌ، وقليلونَ هُم مَن يجدون ويجُدّون (مت 7، 14)، ولأنَّ مَلكوتَ السماوات يُغتَصَبُ اغتصابًا (مت 11، 12).
يسوع الّذي يَضحَك
ضَحِكَ يسوع وهذا مؤكَّد. بما أنّهُ بكى مرّاتٍ ثلاث في الأناجيل، نستطيعُ القولَ أنّهُ ضَحِكَ أيضًا، وهذا مَنطقيّ. لأنَّ يسوعَ بتجَسُّدِهِ أخذَ طبيعَتنا البشريّة كاملة ولَم يستثنِ منها المشاعر. عاشَ بينَ شَعبِهِ، يفرحُ ويحزَن، ويرضى ويُشجِّع، ويغضب ويوبّخ، ويضحك ويَبكي. لكنَّ وجهَ يسوعَ الّذي يَضحَك لطالما كانَ شِبهَ مفقودٍ في وعي المؤمنين لأسبابٍ جمّةٍ لا مجالَ لتعدادِها كاملة. لذا، لا بُدَّ لنا أَن نُعيدَ اكتشافَ وجهَ يسوعَ الّذي يَضحك ونتأمَّله. استمر في القراءة “يسوع الّذي يَضحَك”
نشيدُ العودة
هَل أعودُ بعدَ الرحيل؟
في الماضي اخترتُ الرحيلا.
هَل أجدُ لي في البيتِ مكان؟
دربُ العودةِ
يبدو طويلا،
صعبٌ، مرصوفٌ أحزان.
كيفَ آتيكَ؟
ألا أخجَل؟
عَبدتُ نَفسيَ والأوثان.
كيفَ أُناديكَ؟
أقولُ أبانا؟
لستُ ابنَكَ بعدَ الآن.
لكنَّ صوتَكَ يُناديني لأقومَ
وأنسى ماضيَّ،
وأسير.
وأرمي عَنّي ردائي،
فلا يَصعُبَ عليّ المَسير.
وأسير.
وتُناديني،
لأُسكِتَ في نَفسي دائي،
ووجَعي،
فلا يمنعاني أن أسير.
وأصير،
حيثُ وعدتَني،
حيثُ عزائي،
وهنائي.
حيثُ تُقيم.
فأقومُ،
وأسير.
أجِدُكَ على البابِ،
مُرتقبًا،
مُنتظِرًا،
تتألَّمُ شوقًا.
وما إن تراني حتّى تفرَح،
أبوابَ بيتِكَ تَفتَح،
وتُعيِّد رَجعَتي عَن تيهي،
تهليلا،
ونشيدُ عودتي تُغنّيهِ،
تَقبيلا.
حينَ عُدتُ إليكَ يا إلهي،
أنتَ أنشدتَ عودتي،
وأعدتَ إليَّ بنوَّتي…
نَعبُرُ إلَيك
ماذا كُنَّا لولا انتصارِكَ؟
لكانَ الموتُ عدوًّا لنا،
نخافُهُ،
ومِن شدّةِ خوفِنا نعبُدُهُ.
لكُنَّا متى بلغناهُ زِلنا،
ولكانَ العدمُ يحصُدُنا.
أمّا أنتَ بقيامَتِكَ،
فجعَلتَهُ عبورًا إلى ديارِكَ.
لا حياةَ مِن دونِ إله.
لا حياةَ مِن دونِ إلهٍ يُعطي الحياة.
لا حياةَ مِن دونِ إلهٍ يموت،
ليُعيدَ إلينا الحياة.
ماذا كُنّا لولا انتصارِكَ؟
بكّاؤونَ، ندّابون،
على أنفُسِهِم ينتَحِبون،
يمضونَ العُمرَ يتودَّعون.
أمّا أنتَ بقيامَتِكَ،
فجَعَلتَنا أبناءَ رجاء؛
يفرحون.
يؤمِنون فيفرحون.
في جسدٍ واحدٍ يَتَّحِدون:
جَسَدِكَ،
فلا ينفصلون.
بهذا الرجاء
نذكُرُ اليوم مَن انفَصَلوا عنّا،
مَن تَرَكوا الأرضَ وعَبروا إلى السماء،
مَن تَركوا الحياةَ وعَبروا إلى الحياة.
أقِمهُم حيثُ وَعدتَنا،
في المَلَكوت الّذي أعدَدتَهُ لنا.
وإذا تألَّمنا لغيابِهِم،
وتألَّمنا حتَّى شَكَكنا،
وتألّمنا حتَّى نَسينا الرجاء،
أعطِنا مِن لدُنكَ العزاء،
يا سيّدَ العَزاء.
آمين.
ما الّذي يؤلِمُني؟
سأقولُ لكَ ما يؤلِمُني. لماذا؟ لا ليسَ لأنّي أُريدُكَ أن تَعرِف، فأنا أكتُبُ أصلاً مِن أجلي أنا. إنَّها المرّةُ الأولى الّتي أكتُبُ فيها عَن ألمي وذَلِكَ أشبه بالتعرّي. لا يَهُم. استمر في القراءة “ما الّذي يؤلِمُني؟”
الوَقتُ لله
اللهُ خَلَقَ. خلَقَ وأعطى خَلقَهُ. أعطاهُ الوقت. وجَعَلَ للوقتِ نهايةً. أرادهُ جميلًا فجَعَلهُ ذا نهاية. لأنَّ النهايةَ تمنحُ الأشياءَ قيمَتها. والإنسانُ، صورةُ اللهِ، وحدَهُ في الخلقِ يعرفُ الوقتَ. يَجِدُهُ ويَسرِقُهُ ويُسابِقُهُ ويُضيّعُهُ وينساه. يُصادِقُهُ أحيانًا ويُعاديهِ أحيانًا أُخرى. يتعايشان ومن ثمَّ يتماوتان. استمر في القراءة “الوَقتُ لله”