بعد مرور أقلّ من سنتين على وضع اليد عليّ وترقيتي للدرجة الكهنوتيّة، قرّرتُ أن أكتب إليكِ مجدِّدًا عهد وفاءٍ قطعته، أن تكون حياتي بكليّتها لكِ أنت وحدكِ. نجحتُ أحيانًا وفشلتُ أحيانا. فالوفاءُ صعبٌ. لكنّ حبّي لكِ يكبُرُ فيَّ يومًا بعد يومٍ، وطاعتي لكِ تنضجُ أكثر فأكثر. جئتُكِ حاملًا اعتذاراتي، وأماني قلبي، وكلماتُ حبٍّ أشتهي قولها لكِ.
أعذريني إذا خانني ضعفي وشككتُ فيكِ.
أعذريني إذا منعني منطقي الضيّق من فهم أحكامك.
أعذريني إذا قادني تكبّري، ولو لمرّةٍ واحدة، للحكمِ على تدبيرِ رؤسائي.
سامحيني إن فكّرتُ سوءًا بإخوتي الكهنة. أنا أحبّهم، فاجعليني أحبّهم أكثر.
وإذا سقطتُ يومًا، فأدّبيني. إقسِ عليَّ قسوَ الأمِّ المتوجّعة لجرح ابنها. كم أنّ ركبتَيّ واهنتان وكم أنا بحاجةٍ لمن يُشدّدني. العالم يبجّلني أمّا أنتِ فلا تعرفين المحاباة، لأنّ الروح ينطقُ فيكِ، وكلامُه حقٌّ. فليبكّتني إذا أنا أسأتُ الشهادة، إذا ما خنتُ عهدًا قطعته معك.
يوم أتيتُك قرّرتُ أن أكون لك. دخلتُ بابكِ ولن أخرجَ منه إلّا لحياةٍ أبديّة. أبوابُ العالم واسعة، أمّا أنت فبابُك المفضي إلى الملكوت ضيّق. إدفعيني إلى الضيق. ولّديني في الملكوت.
كنيستي، أمّي. ليتني أقضي حياتي أفي ولو القليل ممّا أحببتني. ليت حبيّ يُشبه ولو يسيرًا حبّ يسوع لكِ. فأنا، يوم وهبني إيّاك أمًّا، أعطاني ما صار لي أغلى من نفسي.
اترك تعليقًا