تاريخ الإنسان حافلٌ بمجانين حلموا كثيرًا بالتحليق. في الأساطير والروايات نسمع عن إنسانٍ صنع له الأجنحة ليسقط في البحر، وآخر حلّق عاليًا فأحرقته الشمس، وهناك من قضى العمر يصنع لنفسه مركبات.
كثيرون هم الحالمون. وحدهم المجانين قفزوا. علموا أنّهم قد يفشلون، كما فشل الكثيرون، لكنّ الحلم أكبر من الحياة. كلّ مجنونٍ يموت يُزهر خلفه آلاف المجانين.
واحدٌ من هؤلاء المجانين نجح، واحدٌ فقط. انتظر دهورًا ليأتي. حمل على كتفيه حلم أترابه، حمل إخفاقاتهم ونجاحاتهم الخجولة، وقفز…
حلّق عاليًا وأخذ معه الجميع إلى موطن السماء. صعد معه الجميع، حتّى الذين لم يجرؤوا يومًا على القفز، ولم يحلموا أبدًا بملامسة الغيوم.
اليوم أقفز كالمجنون… ربّما لن أنجح… فكثيرون سقطوا…
لكنّ الحلم أكبر من الحياة…
سأقفز…
إذا فشلت فسألهم الكثير من المجانين،
وإذا نجحت فسأحمل معي الكثيرين.
عشيّة رسامتي الشمّاسيّة في 8 تشرين الثاني 2013.
اترك تعليقًا