بينَ البَسَاطةِ والغباءِ أميالٌ مِنَ المَعرِفة

يُنادى بالغباءِ باسمِ البساطة. ويُنادى بتكفيرِ الفكرِ كأنّهُ عدوُّ الله. ويُنادى بتكفيرِ المُفَكِّرين كأنّهم أعداءُ الإيمان. تُصوَّرُ سبلُ العقلِ متاهةً، مَن سلكَها ضاعَ. وتُصوَّرُ المعرفةُ فخًّا، مَن مرَّ بها سقطَ. أمّا الجهلُ فيُمدَحُ. شيمةُ البسطاءِ يُعتَقَدُ. يُقالُ فيهِ دربُ القداسة، مَن سارَ بهِ وصلَ.

استمر في القراءة “بينَ البَسَاطةِ والغباءِ أميالٌ مِنَ المَعرِفة”

طُوبى لفَاعِلي السَلَامِ

أخبَرَني أحدُهُم مُنذُ فترةٍ كَم فَرِحَ لأنّهُ قامَ بمبادرةٍ سلاميّةٍ وأصلحَ بينَ مُتخاصمَين. في الواقعِ، يَحتاجُ عالمُنا المليءُ بالخصوماتِ الكثيرَ مِن فعَلَةِ السلامِ. هؤلاء يُفرِحونَ ويَفرحونَ، لأنَّ السلامَ يعودُ بالفرحِ على فاعِلِهِ أيضًا. طوَّبَهُم يسوعُ في بدايةِ عِظَتِهِ على الجبلِ إذ قالَ: “طوبى لفاعلي السلامِ، فإنَّهُم أبناءَ اللهِ يُدعَون” (متّى 5، 9). استمر في القراءة “طُوبى لفَاعِلي السَلَامِ”

“شَيطَنَةُ” الله

“شيطنة” الآخرينَ وسيلةُ الإنسانِ لتبريرِ نفسِهِ. هكذا كانَ منذُ الحاجةِ إلى التبريرِ وما زالَ إلى الآن. هكذا كانَ مُذ رأى الإنسانُ ما فيهِ مِن عيوبٍ، فأرادَ أن يَستُرَها؛ بعيوبِ الآخرينَ يستُرُها. يكشِفُ عُريَهُم ليستُرَ عُريَهُ. يُذنِّبُهُم فيُبرِّرَ نفسَهُ. يُشيطِنُهُم فيؤَلِّهَ ذاتَهُ. وإذا لزِمَهُ الأمرُ، شَيطَنَ الله. استمر في القراءة ““شَيطَنَةُ” الله”

كِتَابٌ واحِدٌ بِعَهدَين

ظهَرَت في القرونِ المسيحيّةِ الأولى بدعةُ “المرقيونيّة” الّتي فصلَت بينَ عهدَي الكتابِ المُقدّس وقطعَت العلاقة بينهما، فصوّرَت الأوّلَ كتُبًا بلا منفعة، تُناقِضُ شريعةَ المحبّة الّتي كشفها اللهُ لنا بابنهِ يسوع المسيح، وتبنَّت الثاني من دونِ سواه.

استمر في القراءة “كِتَابٌ واحِدٌ بِعَهدَين”

ندوبُ الخَطيئة

كُلُّ جُرحٍ عميقٍ يترُكُ وراءَهُ الندوبَ حتّى بعدَ الشفاء. غالبًا ما تكونُ تِلكَ الأخيرة بحجمِ الجُرحِ وعلى شكلِهِ، تبقى علامةً في أجسادِنا، تُذكِّرُنا بما قاسَينا، وتُذكِّرُنا أيضًا أنَّنا شُفينا مُتغِّلبينَ على الجراح.

استمر في القراءة “ندوبُ الخَطيئة”

فليكُنْ صليبُكَ حارسًا لي!

يا مَن خُلِقَ كُلُّ شيءٍ بِهِ،
ها إنَّكَ مَصلوبٌ،
صَلَبَهُ الخَلقُ على مخلوقٍ،
فجدَّدَ بصلبِهِ الخَلقَ الصالِبَ،
وجعلَ المخلوقَ الّذي صُلِبَ عليهِ
أداةَ خلاصٍ لمَن قتلوهُ بصلبِهِ.

شئتَ بحُبِّكَ أن تمحوَ الآثام،
ما اقتُرِفَ قبلَك،
وما قَد يُقتَرَفُ بعدَك،
لأنَّ حُبَّكَ أوسعُ مِن الأيّام.
شئتَ بحُبِّكَ أن تمنحَ الحياة،
عوضًا عَن ميتةٍ ذُقتَها وحدَك،
عن جميعِنا،
ومِن أجلِ جميعِنا،
فلا يموت أحدٌ بَعدَك،
بَل تكون لجميعنِا وافرةٌ الحياة.

شئتَ أن تَحمِلَ في جَسَدِكَ،
ما كانَ لأجسادِنا مِن تمزُّقٍ،
استحققناهُ لأجلِ مُراقصتِنا الشياطين،
وما كان لأجسادِنا مِن تعرُّقٍ،
استحققناهُ لأجلِ تمرُّدِنا على الوصيّة،
وطاعتِنا أضاليلَ الثعابين.
فلَحَمْتَ بجُرحِكَ جِراحَاتنا العصيّةَ،
وجمعَتَ شَتاتَنا في جَسَدِكَ.

شئتَ أن تكونَ آخِرَ المصلوبين،
وألّا تُقرَّبَ بَعدَكَ أيُّ أُضحِيّة.
إسَتسلمتَ وديعًا صامتًا لأيدي الصالبين،
فأمسَيتَ باكورةَ الراقدين،
وأصبَحتَ رأسَ القائمين،
تمنحُ بقيامَتِكَ الحياةَ الأبديّة.

فيا مانِحَ الحياةِ لفاقِديها،
ومُعطي العطايا لسائليها،
شئتَ أنتَ وحقّقتَ،
وشئتُ أنا فتقّربتُ،
هبني ألّا أترُكَ الحياةَ الّتي مِنكَ،
وألّا أبحَثَ خارجًا عَنكَ،
وليكُنْ صليبُكَ حارسًا لي!

أُترُك كُلَّ شيءٍ واتبَعني!

كثيرونَ سمعوا دعوةَ الربِّ يسوعَ وتركوا كُلَّ شيءٍ وتبعوه. تَرَكَ الرُسُل كُلَّ شيءٍ: البيتَ، والوالدَينِ، وشباكَ الصيد، وطاولة الصَيرفة. وقدّيسونَ كثيرونَ فعلوا أيضًا كذلِكَ، وتخلّوا عمّا كانوا يملكونَ من ثرواتٍ. منهم أنطونيوس وفرنسيس وكلارا وأسماء لا تُحصى ولا تُعدّ. وبيننا الكثيرون مِن الّذينَ يرغبونَ بالتخلّي أيضًا عن كُلِّ شيء، استجابةً لدعوةِ يسوع، فحبُّهُ يبلُغُ فينا الغاية ونُريدُ أن نُحقّق بجذريّةٍ ما يدعونا إليهِ. لكنَّ عالمَ اليوم يُعطي أهمّيّةً للمالِ وللمادّة أكثَرَ من أيِّ وقتٍ مضى. وصارَت الحياةُ في التخلّي شبه مُستحيلة، حيثُ ازدادَت حاجةُ الناس إلى الأشياء والمُقتنيات، وكأنَّ الحياة من دونِها مُستحيلة.

استمر في القراءة “أُترُك كُلَّ شيءٍ واتبَعني!”

ألتقي يسوعَ في الكنيسة

يُفرحُنا أن نرى بيننا شُبّانَ وشابات، يبحثونَ بجدّيّةٍ عن اختباراتٍ شخصيّةٍ تجمعُهُم بيسوع. فهؤلاء، الّذين يزدادونَ عددًا في عالمٍ يبحثُ عنِ المعنى الحقيقيّ للحياة، تخطّوا مظاهِرَ التديُّن الّذي يقوم على شعائرَ وطقوس، وراحوا يبحثونَ جدّيًّا عَن علاقةٍ تجمعُهُم بمخلّصِهِم، يختبرونَ من خلالها قربَهُ الحقيقيّ منهم. استمر في القراءة “ألتقي يسوعَ في الكنيسة”

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑