كانَت مريمُ عذراءً حينَ جاءَها الملاكُ مُبشِّرًا بحملِها العجائبيِّ. يشيرُ لوقا إلى بتوليَّتِها في مطلعِ سَردِهِ لأحداثِ البشارةِ[1]، وينقلُ لنا ما أجابَت بهِ رسولَ اللهِ مستغربةً: “كيفَ يكونُ لي هذا وأنا لا أعرفُ رجلًا؟”[2]. أمَّا الكنيسةُ فحفظَتِ التقليدَ القائلَ أنَّ مريمَ لبسَت بتولًا في الميلادِ أيضًا، وبعدَهُ. لذلكَ يدعو المسيحيُّون مريمَ “العذراءَ”، بإقرانِ الكلمةِ ب”ال” التعريفِ، اعترافًا بدوامِ بتوليَّتِها وامتيازِها بينَ الناسِ بالفضائل.
استمر في القراءة “قبلَ الميلادِ وفيهِ وبعدَهُ”الفَرَحُ السَابِق
نُريدُ الفرح. سئمنا ملذَّاتِ الدُنيا وعرفنا أنَّ مشاعرَ الفرحِ الَّتي تُعطينا إيَّاها لا تدوم. وآمنَّا أنَّ الفرحَ الكاملَ لا يأتينا إلَّا مِنَ الله. نسألُهُ أن يُعطيِنا. نُجاهدُ لنُقنِعَهُ أنَّنا على استحقاق. نحفظُ الوصايا ونعملُ بها. نُطيع. لا نُسيءُ لأحدٍ. بل نخدُم. نعتقدُ أنَّنا بصلاحِنا نستميلُ اللهَ ونستزيدُ مِنهُ الفرح. لكنَّ الحقيقةَ أنَّ الفرحَ سابق. استمر في القراءة “الفَرَحُ السَابِق”
عَلَّمتْني مَريَم
علَّمَتني مريمُ أن أفرحَ، وأنَّ الفرحَ يكونُ في خدمةِ الآخرين. فالَّتي جعلَها ابنُ اللهِ أمَّ جميعِ البرايا، صيَّرها لنا الشفيعةَ والمثالَ، تتضرَّعُ مِن أجلِنا جميعًا، وتعلِّمُنا مِن خلالِ المثالِ الَّذي تقدِّمُهُ لنا.