يغيبُ عنِ المُتأمِّلِ في سرِّ التجسُّدِ أنَّ المسيحَ تألَّمَ ليلةَ ميلادِهِ بينَنا. فابنُ اللهِ كليُّ القدرةِ صارَ جسدًا ضعيفًا يحتاجُ مُرضعًا ومُحاميًا. غيرُ المحدودِ الَّذي بهِ كانَ كُلُّ شيءٍ صارَ محدودًا في جسمٍ خاضعٍ لقوانينِ الطبيعةِ. الأزليُّ الَّذي بِهِ ابتدأَ الزمنُ صارَ جُزءًا مِن التاريخِ. مُعطي الحياةِ الَّذي بهِ كُنَّا صارَ قابلًا للموتِ.
استمر في القراءة “ألمُ الرضيعِ وفرحُهُ”قبلَ الميلادِ وفيهِ وبعدَهُ
كانَت مريمُ عذراءً حينَ جاءَها الملاكُ مُبشِّرًا بحملِها العجائبيِّ. يشيرُ لوقا إلى بتوليَّتِها في مطلعِ سَردِهِ لأحداثِ البشارةِ[1]، وينقلُ لنا ما أجابَت بهِ رسولَ اللهِ مستغربةً: “كيفَ يكونُ لي هذا وأنا لا أعرفُ رجلًا؟”[2]. أمَّا الكنيسةُ فحفظَتِ التقليدَ القائلَ أنَّ مريمَ لبسَت بتولًا في الميلادِ أيضًا، وبعدَهُ. لذلكَ يدعو المسيحيُّون مريمَ “العذراءَ”، بإقرانِ الكلمةِ ب”ال” التعريفِ، اعترافًا بدوامِ بتوليَّتِها وامتيازِها بينَ الناسِ بالفضائل.
استمر في القراءة “قبلَ الميلادِ وفيهِ وبعدَهُ”حجارةٌ تتألَّمُ فتفرَح
يثبتُ المبنيُّ على الصخرِ ويُسقِطُ الدهرُ ما يُبنى على الرمال. هذا ما يُعلِّمُهُ يسوعُ لتلاميذِهِ1، قبلَ أن يُعلنَ سمعانَ بُطرُسًا ويجعلَ منهُ للكنيسةِ أساسًا2. وفي قولِ يسوعَ أنَّ “صخرًا” أساسُ الكنيسةِ تأكيدُ ما لا شكَّ فيهِ، أنَّ الكنيسةَ ثابةٌ أبدًا.
استمر في القراءة “حجارةٌ تتألَّمُ فتفرَح”الظاهرُ والباطن
الويلُ لمَن استوجبَ الويلَ مِن فمِ يسوعَ بالذَّات! الويلُ للفرِّيسيِّينَ الملعونينَ لأنَّ نفوسَهُم مُنقسِمةٌ بينَ ظاهرٍ طاهرٍ يدَّعونَهُ أمامَ الناسِ وباطنٍ يَخفونَهُ امتلأَ رياءً وإثمًا. يُطهِّرونَ ظاهرَ الكأسِ والصَّحنِ وداخلُهُما ممتلئٌ مِن حصيلةِ النهبِ والطَّمعِ. يُشبهونَ القبورَ المُكلَّسةَ، ظاهرُها جميلٌ وأمَّا داخِلُها فممتلئٌ مِن عظامِ الموتى وكُلِّ نجاسةٍ[1]. الويلُ لمَن شابهَهُم وانشطرَ نصفَينِ بينَ باطنٍ يُكتَمُ وظاهرٍ يُعلَنُ! الويلُ لهم ولمَن شابهَهُم، لأنَّهُم مائتونَ ويُميتونَ! يسوِّدونَ وجوهَ مَن خالفَهُم مِن أجلِ تَبييضِ وجوهِهم، ويُميتونَ البارَ لألَّا يفضحَ موتَ نفوسِهِم وفسادَها.
استمر في القراءة “الظاهرُ والباطن”صحراءٌ بلا زمن
ليسَت هذهِ صحرائيَ الأولى. مُذ قلتُ لكَ أنَّني أتبعُكَ حيثُ تَمضي، وأنا كثيرُ الترحالِ، لا أحمِلُ إلَّاكَ في سفري، أم بالحريِّ تحمِلُني أنتَ، وتسيرُ بي ارتفاعًا، نحوَ المُعَدِّ مِن أجلي، أنا غيرِ المُستحقّ. وفي طريقِنا ارتفاعًا، طالما عرَّجتَ بي إلى أماكنَ خاليةٍ لتُخاطبَ قلبي. هُناكَ، حيثُ لا ضبابَ يُغشِّي البصرَ، ولا ضجيجَ يُشوِّشُ السمعَ، تتجلَّى أنتَ لأعرفَ أنا وأفهمَ، فأُحبّ. استمر في القراءة “صحراءٌ بلا زمن”
أُريدُ أن أكونَ كاملًا!
– أُريدُ أن أكونَ كاملا! استمر في القراءة “أُريدُ أن أكونَ كاملًا!”
هوَذَا حَمَلُ الله
الخاطئُ يستحقُّ الموت. إنَّها القاعدةُ الدينيَّةُ العتيقةُ الَّتي استخلصَها الإنسانُ مُذ عرفَ أنَّ الموتَ، عدوَّهُ الأكبرَ، هو وليدُ الخطيئة. باسمِها، مارسَ الإنسانُ الموتَ علَّهُ يُبعدُ الموتَ ولَم يَنجَح. قتلَ القاتلَ، وقطعَ يدَ السارقِ، وقلعَ عينَ الزاني، ولَم ينجح. باسمها، يشتهي البعضُ، حتَّى يومِنا هذا، الموتَ لمَن أساءَ إليهِم. كانَ الخاطئُ نفسُهُ، إن أصغى لضميرِهِ، يعرفُ استحقاقَهُ الموتَ، فيستجديَ صفحًا ويستعطيَ هبةَ حياةٍ بديلةٍ مِنَ اللهِ، مِنَ الآلهةِ، مِنَ الناسِ، مِن أيِّ شيء. استمر في القراءة “هوَذَا حَمَلُ الله”
الفَرَحُ السَابِق
نُريدُ الفرح. سئمنا ملذَّاتِ الدُنيا وعرفنا أنَّ مشاعرَ الفرحِ الَّتي تُعطينا إيَّاها لا تدوم. وآمنَّا أنَّ الفرحَ الكاملَ لا يأتينا إلَّا مِنَ الله. نسألُهُ أن يُعطيِنا. نُجاهدُ لنُقنِعَهُ أنَّنا على استحقاق. نحفظُ الوصايا ونعملُ بها. نُطيع. لا نُسيءُ لأحدٍ. بل نخدُم. نعتقدُ أنَّنا بصلاحِنا نستميلُ اللهَ ونستزيدُ مِنهُ الفرح. لكنَّ الحقيقةَ أنَّ الفرحَ سابق. استمر في القراءة “الفَرَحُ السَابِق”
الكنيسةُ الزمنيَّةُ والزوالُ الأكيد
هذه الكنيسةُ الزمنيَّةُ إلى زوال. أبنيتُها الشاهقةُ الجميلةُ ستَندثر. طقوسُها ورموزُها لَن تبقى. تنظيمُها وترتيبُها الهيكليُّ الزمنيُّ سينتهي. قوانينُها وشرائعُها وجملةُ تعاليمِها الزمنيّةِ ستُبطَل. إنَّها البُشرى السارَّةُ الَّتي أعلنَها يسوعُ وتُعلِنُها الكنيسةُ نفسُها! استمر في القراءة “الكنيسةُ الزمنيَّةُ والزوالُ الأكيد”
ما مِن خفيٍّ إلَّا سيُظهر
يومَ ابتعدَ الناسُ عَن تأمُّلِ الكتابِ المُقدَّس، حوَّلوا بعضَ آياتِهِ إلى أمثالٍ شعبيّةٍ، جرَّدوها مِن معناها الحقيقيّ، وحمَّلوها بعضَ ثقافَتِهم، علَّها تتماشى هي معَهُم، بدلَ أن يمشوا هُم في ضوئِها. مِن بينِ تلكَ الآياتِ ما قالَهُ يسوعُ، أنَّ “ما مِن خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُظهَر، ولا مِن مَكتومٍ إلَّا سَيُعلَمُ ويُعلَن” (لو 8، 17؛ 12، 2)، الَّتي صارَت كالمثلِ الشعبيِّ الكثيرِ الترداد، يُعلِنُ رغبةَ قائلِهِ بانكشافِ حقيقةٍ زمنيّةٍ مُعيّنة. استمر في القراءة “ما مِن خفيٍّ إلَّا سيُظهر”