أنا مُرتعبٌ ومُرتعد

استحضَرتَ موسىً إلى جبلِ القدسِ،
فامتثلَ لنارٍ تتَّقِدُ.
ارتاعَ،
خافَ هلاكَ النفسِ،
فاعترفَ:”أنا مُرتعبٌ ومُرتعِدُ”[1].
ما أشدَّ خوفَ مَن بكَ يَنفرِدُ!

ظنَّ أشعيا نفسَهُ ماتَتْ،
حينَ ملَأ الهيكَلَ مجدُكَ،
والملائكةُ بهِ أحاطَتْ[2].
كيفَ يحيا مَن ينظرُ إليكَ،
وأمَّتُهُ عنكَ مالَتْ؟
بائدٌ،
مَن يرنو إليكَ،
وشعبُهُ غيرَكَ عابدٌ!

ذكريَّا اضطرَبَ
حينَما كلَّمَهُ الملاكُ[3].
مَن لا يخافُ أمرَكَ،
مَن لا يتمنَّى الهرَبَ؟
من تأتيهِ مِنكَ كلمةٌ
ولا يصيبُهُ الهَلاكُ؟
كيفَ لا يصيبُهُ العجَبَ…
وكلامُكَ رهيبٌ وتدبيرُكَ غريبٌ؟

ويسوعُ ابنُكَ…
خافَ،
بل اجتمعَ فيهِ كُلُّ خوفِ الأقدَمينَ:
حملَ ذُعرَ موسى، وأشعيا، وزكريَّا والآخرينَ.
في البُستانِ اضطربَ حَتَّى النزفِ،
وأسلمَ،
تعزيةً للخائفينَ،
تشديدًا للمُترَدِّدينَ،
كي يجعلَ الحياةَ ممكنةً،
لمَن يحضرُ أمامَك، لمَن يراكَ، لمن يسمعُكَ.

وأنا في حضرتِكَ،
أخافُ وأرتعِد.
إجعلني أُسلِّمُ،
لا ليُنزعَ الخوفَ منِّي،
بل ليتحِّد بخوفِ الابنِ،
فيكونَ حظيَّ أن أحضُرَ، وأرى، وأسمَعَ:
هذا كلُّ التمنِّي…


[1] عب 12، 21

[2] أشعيا 6، 5

[3] لو 1، 12

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑