المسيحيّون والجدالات: هل يحتاجُ اللهُ لمن يُدافِعُ عنهُ؟

إشتهرَ العربُ باقتتالهم الطائفيّ التاريخيّ الذي لم يتوقّفْ منذُ نشأتِهِم، وقد نقلوا حروبَهُم الطائفيّة مؤخّرًا إلى عالم الإنترنت. ولم يفوّتوا الفُرَصَ السانحة للشتمِ والإهانة والتعيّير. أمّا المسيحيّونَ العرب فقد دخَلَ بعضهُم المعركة وتفانوا بممارسة جميعِ أنواعِ الشتمِ، ممّا وَفَّرَتهُ لهُم الثقافة السائدة، بحجّة الدفاع عن إيمانهم. لذلك، لا بُدَّ من إلقاء الضوءِ على السلوكِ المسيحيّ بشكلٍ عامٍ في الجدالات الحاليّة، خصوصًا الانحرافات المُنتشرة في عالم الانترنت التي لا تُشبهُ المسيحيّة بشيء.

استمر في القراءة “المسيحيّون والجدالات: هل يحتاجُ اللهُ لمن يُدافِعُ عنهُ؟”

الصومُ والعودة إلى الله

لا تَغيبُ ممارسات الصومِ عن الدياناتِ كافّة، فتتخذُ أشكالًا عدّةً ومعاني متمايزة، لا سيّما أنّ في ممارستهِ ترويضٌ للنفس وتهذيبٌ لها. ولأنّ الديانات تدعو إلى سموّ الإنسانِ على ملذّاتِ الدنيا، وتالياً ملكتِهِ لنفسِهِ، لحَظَت جميعُها في تقليدها أزمنةَ صومٍ يترفّعُ فيها المؤمنُ عن شؤونِ الأرض. استمر في القراءة “الصومُ والعودة إلى الله”

ما نطلُبُهُ منَ الكاهن

طُلبَ منّي أن ألقيَ محاضرةً بسيطةً أمام جماعةٍ من الشبّان والشابات في رعيّتي، وأرادوا أن يكونَ موضوعها سرّ الكهنوتِ. أصرَّ الجميع ألّا تكونَ مقاربتي للموضوع كلاسيكيّةً نظريّةً فقط، بل أرادوها واقعيّةً تُحاكي واقعهم. فخطرت لي فكرة أن أسألهُم أوّلًا ما الذي يطلبونهُ من خوري الرعيّة، أو ما الذي يتوقّعونَهُ منهُ.

استمر في القراءة “ما نطلُبُهُ منَ الكاهن”

مسحةُ المرضى، لا الموتى

جرَت العادة بأن يستدعي أهلُ المُنازعِ خوريًا ليمنَحَ المريض المَسحةَ بالزيتِ المُقدّس، فينتقلَ هذا الأخيرِ بعدها إلى الحياةِ الثانية، فشاعَ بينَ الناسِ تَقليدُ تسميةِ المسحة “بالأخيرة” وحوّلَ الكثيرونَ اسم السرّ ليصير “مسحةُ الموتى”. ارتباطُ السرّ بلحظاتِ المَيتِ الأخيرة وتسمياتهِ الشعبيّة الخاطئة شوّه معانيهِ في أذهانِ الناس، وجعلهم يتجنّبونهُ، مُعتقدين أنّه نذيرَ شؤمٍ، أو أنّهُ مُعجِّلُ الموت. فصارَ مجرّدُ لفظ اسمهِ يثيرُ الرُعب في نفوسِ المرضى وأهلهم. فما هو سرّ مسحةِ المرضى الذي لاقى تراجعًا في مُمارستهِ في الآونة الأخيرة؟

استمر في القراءة “مسحةُ المرضى، لا الموتى”

أطيعوا تعليم الكنيسة!

ما أفظع الكبرياء متى أصابَ الإنسانَ وأقنعهُ أنّهُ دومًا على حقٍّ! وما أفظعهُ متى تفشّى في أبناء الكنيسة فاعتقدوا أنّ في التمرُّد على تعليمها والالتفاف على تدبيرها حكمة! مؤلمٌ أن نرى بيننا من نفخَهُم العلمُ حتّى اعتقدوا أنّهُم أكثر علمًا من الروح العاملِ في كنيستهِ، وموجعٌ كيفَ يجمعُ بعضُ الجُهّالِ ضُعفاءَ النفوسِ من حولهم. فنرى تعاليم لا تُقاربُ تعليم الكنيسة بشيءٍ، بعضُها لا يتكلّمُ إلّا بالشياطين وجنودها، وبعضُها يُفرطُ باستعمالِ تقويّاتٍ أشبه بالسحرِ والشعوذة، وبعضُها الآخر ذهب خلفَ عصرنةٍ تخلَّت عن تعليم الكنيسة الأخلاقي محاكاةً للتيارات التحرُّريّة السائدة. أرجوكُم! أطيعوا الكنيسة، بكلّ تعاليمها، بكلّ تدابيرها، بكلّ ما فيها!

استمر في القراءة “أطيعوا تعليم الكنيسة!”

رسالة إلى إخوتي الكهنة

لما لا أكتبُ إليكُم؟ أعلمُ أنّي أصغركم سنًّا وأقلّكم خبرةً. وأعلمُ أنّي أنا بالذات كثيرُ الإثم وقليلُ المعرفة. أنتم مشيتُم دروبًا طويلةً في مسيرِ القداسة وأنا لا أزال في خطواتي الأولى. لكنّي أُريدُ أن أقول لكم أشياء كثيرة: سأقول لكم ما أفكّره فيكم وما أشعرُ به الآن حين أتأمّلُكُم.

استمر في القراءة “رسالة إلى إخوتي الكهنة”

من هم القدّيسون؟

تُصوِّر بعض التقويّات الشعبيّة القدّيسين كأنصاف آلهة، كصُنّاع المعجزات والخوارق، كمن تحتّمت عليهم القداسة منذ الولادة. فيُخيّلُ للبعض أنّ القداسة حكرٌ مثلًا على المكرّسين من كهنةٍ ورهبانٍ وراهباتٍ، وأنّها صعبةُ المنال، فلا يصلها إلّا من كتبها الله لهُ. فننسى أنّ الله دعانا إليها جميعًا، وهو أرادها لجميع أبنائه.

بين المؤمنين تيّاران، الأوّل شعبيٌّ يبالغُ في “عبادة” القدّيسين، وآخرُ جاء كردّ فعلٍ على التيّار الأوّل، أبناؤه من يحاولون عقلنة الإيمان، فيصل بهم المطاف، أحيانًا، إلى رفض تكريم القدّيسين رفضًا قاطعًا، واعتباره وليد وثنيّة العالم القديم.  ومن الواضح أنّ الموقفان بعيدان عن تعليم الكنيسة. لذلك، نحاول فيما يلي تقديم تعريفٍ بسيطٍ للقداسة، كما نقدّم لكم، بالاستناد إلى تعليم الكنيسة الواضح، توصيفًا لمكانة القدّيسين بالنسبة للكنيسة الكاثوليكيّة. استمر في القراءة “من هم القدّيسون؟”

أخافُ على الإعلام المسيحيّ… ومنه

أن يسير الإعلامُ بشكلٍ عام نحو الهاوية وأن يتخلّى عن أخلاقيّاته مقابل حفنات النقود، أمرٌ متوقّع في عصرنا الاستهلاكي، وفي منظومة “العالم الجديد”. لطالما كان الإعلامُ قيمة إيجابيّة بذاته، لكنّ الممارسات الحديثة لأكثر وسائل الإعلام باتت مناقضة لجوهره. فهناك من يزوّر الحقائق أو من يختلق الأكاذيب، وهناك من يتبنّى أسلوب الفضائحيّة. ناهيك عن المضامين السخيفة لأغلبيّة المواد الإعلاميّة أكانت مرئيّةً أو مسموعةً أو مكتوبة. أمّا أن يكون الفشلُ الإعلاميّ متفشيًّا أيضًا في عالم الإعلام الديني أمرٌ يستدعي القلق. استمر في القراءة “أخافُ على الإعلام المسيحيّ… ومنه”

لماذا نصلّي من أجل الموتى؟

ربّما خسرت مؤخّرًا من كان عزيزًا إلى قلبك. وما زال الخُسران يُبكي قلبك إلى الآن. ولأنّ فيك الكثير من الإيمان، صلَّيتَ إلى الله متضرّعًا لكي يرحم نفس من غاب عنك. ولجأتَ إلى الكنيسة طالبًا منها ما اعتدته وما تعلّمته من أهلك، أن تحفظ جنّاز الثالث أو الأسبوع، وجنّاز الأربعين، وذكرى السنة، وإلخ.

لكنّك عميقٌ في مسيرتِكَ الروحيّة، وتُسائلُ نفسكَ دائمًا عمّا تقوم به من تعبيرات عن إيمانك، وتمتحن صلاتَك بشكلٍ دائمٍ، فاحصًا معناها وغايتها. وها إنّك تسألُ إذا كان الله، الكلّي الرحمة، يحتاج لصلاتك أصلًا لينعم برحمته على فقيدك. وتسألُ أحيانًا إن كانت تضرّعاتك تغّير في حكم الله ودينه، سيّما أنّ الكثيرين يعتقدون أنّ لحظة الوفاة، هي لحظةُ إبرام الحكم النهائيّ الذي لا يتغيّر، يوم يذهب الأخيار إلى الحياة الأبديّة والأشرار إلى الموت الأبدي. استمر في القراءة “لماذا نصلّي من أجل الموتى؟”

أيّتها الكنيسة، قولي لي: لماذا أُطيعك؟

بعد مرور أقلّ من سنتين على وضع اليد عليّ وترقيتي للدرجة الكهنوتيّة، قرّرتُ أن أكتب إليكِ مجدِّدًا عهد وفاءٍ قطعته، أن تكون حياتي بكليّتها لكِ أنت وحدكِ. نجحتُ أحيانًا وفشلتُ أحيانا. فالوفاءُ صعبٌ. لكنّ حبّي لكِ يكبُرُ فيَّ يومًا بعد يومٍ، وطاعتي لكِ تنضجُ أكثر فأكثر. جئتُكِ حاملًا اعتذاراتي، وأماني قلبي، وكلماتُ حبٍّ أشتهي قولها لكِ.

استمر في القراءة “أيّتها الكنيسة، قولي لي: لماذا أُطيعك؟”

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑