يَنبَغي أن أكونَ في ما هو لأبي

اللهُ يدعو مَن يشاء. وحكمتُهُ في اختيارِ أحدِهِم للحياةِ المُكرّسةِ تفوقُ أيَّ حكمةٍ بشريَّةٍ. لا تتشابهُ تمامًا قِصَصُ المدعوّينَ لأنَّ لِكُلِّ واحدٍ منهُم سيرةٌ فريدةٌ معَ الله. حينَ يختارُ أحَدُهُم الحياةَ المُكرّسة، ساعيًا لتلبيةِ دعوةِ اللهِ لهُ، قد يواجهُ قبولَ أهلِهِ وتشجيعَهُم، ولكنَّهُ قد يَصطَدِمُ برفضِهِم، إذ يُحاوِلونَ ثَنيَهُ عَن خيارِهِ بشتّى الطُرُق. يُعبِّرونَ عن انزعاجهم، يتمنُّون العدولَ عَن قرارِ التكرُّس، يفرضونَ ما يرونَهُ مُناسبًا، وحتّى في بعضِ الأحيان، يُعادونَ أولادَهم. استمر في القراءة “يَنبَغي أن أكونَ في ما هو لأبي”

أكرِم أباكَ وأمَّك

البنوّةُ خيارٌ حُرٌّ. فإنّنا لا نولَدُ أبناء، بل نَختارُ أن نصيرَ أبناءَ لمَن أعطيانا الحياة، وبذلكَ نُكرمُهُما الإكرامَ الحقيقيّ. والقولُ في البنوّةِ أنّها خيارٌ حرٌّ يعني أنّ الوالدَينِ نعمةٌ مجّانيّةٌ تسبقُ الإنسان. يبقى عليهِ أن يقبَلها كما هي مِن دونِ شروطٍ، فيصيرَ، لأجلِ خيارِهِ الحرّ، إبنًا. استمر في القراءة “أكرِم أباكَ وأمَّك”

عائلة تُصلّي

تعلّمتُ صلاتي الأولى في عائلتي. هكذا هو حالُ الكثيرين مِن الّذينَ تلقّوا دروسَهُم المسيحيّة الأولى مِن أُمّهاتِهِم في المساءِ قبلَ نومِهِم. وصلاتي الأولى كانَت مِن أجلِ عائلتي. فجميعُنا قبلَ أن نسأل لنفوسِنا الأشياء، كُنّا نُصلّي مِن أجلِ “بابا” و”ماما” وإخوتِنا. في الصلاة الأولى، تتجلّى رغبةُ الإنسان القلبيّة في تحقيق دعوةِ العائلة الحقيقيّة، أن تكونَ على صورةِ الله الثالوث، شرِكةً في المحبّة. هكذا حسُنَ لدى الله – الثالوث أن يخلُقَ الإنسان عائلةً، على صورتِهِ كمثالِهِ. استمر في القراءة “عائلة تُصلّي”

نحو عائلةٍ أفضَل

يلتَزِمُ الكثير من الشبّان والشابات في مُنظّمات وفرق رعويّة، يتنشّؤون فيها على الإيمان، ويختبرونَ في كنفِها، مِن خلالِ نشاطاتِها الروحيّة، لقاءات شخصيّة وفريدة مَع يسوع. أمّا من يُخبِرونَ والديهِم عَن هذه الاختبارات فهُم نادرون. فيحيونَ حياةً مسيحيّة مُلتَزِمة يبقونها بعيدة عَن بيوتِهِم، كأنّ العائلة والكنيسة هما مكانانِ مُنفصلان مُتناقضان. هكذا هو الحال أيضًا مَعَ الوالدَينِ اللّذَينِ يخجلانِ مِنَ الحديثِ في الأمورِ الروحيّة أمام أولادِهِم. استمر في القراءة “نحو عائلةٍ أفضَل”

بالقربِ من فراشِ الموت

ما أعمق اختبار مرافقَةِ مريضٍ يُحتَضَرُ في لحظاتهِ الأخيرة على فراشِهِ. فأنت مع كلِّ لمسةٍ تلمسُهُ إيّاها، تشعُرُ وكأنّك تلمسُ الموتَ بيدَيك، وعند قدمَيهِ تتأمّلُ سرّ الحياةِ. تُجاورُ تاريخَ إنسانٍ ناضلَ أحوالًا وأيّاما، فتُفكّرُ وأنت تتأمّلُهُ بجهادِكَ أنت. وأنت تتفرّسُ فيهِ، تُفكّرُ بما يشعُرُ بهِ الآن، وتحاولُ تَقَصّي البسمة في قِسَم وجهِه، وأنتَ ترغبُ بأن تتلمّسَ رضاهُ عن خدمتِكَ له. ترى فيهِ، بعضًا من ذاتكَ، طريحَ السريرِ نفسه حينَ يحينُ حينُكَ، فتخدُمَه وتخدمَ معه ذاتكَ في ذاته.

استمر في القراءة “بالقربِ من فراشِ الموت”

ضحايا صغيرة دمّرها طلاق الوالدَين

كان لا بدّ لعلاقتهما أن تنتهي لأنّ العيش معًا لم يعُد يُطاق. فهو يُكثرُ من أذيّتها في كلِّ يومٍ يعودُ فيه إلى المنزل وهي لم تعُد تشعرُ نحوهُ بأيّ عطفٍ. كلاهُما يصرّان على الانفصال، وكلاهما أخذا يحلُمان بمستقبليهما بعيدًا عن حالة الزواج الأولى. لم ينتبه أحد منهما إلى ابن التسع سنوات. فلا رأيُهُ يهمّ، ولا أحلامُه، ولا مُستقبلُهُ. هو لم يكُن موجودًا بالنسبة لهما طيلة فترة النزاع، إلّا عندما احتاجا لشهادته أمام المحكمة. أرادا الطلاق بأيّ ثمن. أرادا الطلاق فكان هو الثمن. استمر في القراءة “ضحايا صغيرة دمّرها طلاق الوالدَين”

ماذا بعد الطلاق؟

لا يعرفُ فادي البالغ من العُمر تسع سنوات إذا كانت والدتُهُ فعلًا قد تخلّت عنهُ كما أخبرهُ والدُهُ، أم أنّ والدهُ قد انتزعُهُ منها بالقوّة كما أخبرتهُ هي. لطالما أحبّهُما كليهما، لكنّ مزاعمهما تؤكّدانِ لهُ أنّ أحدهُما شرّيرٌ وكاذب. في الواقع، كان اللقاءُ الأخيرُ بينهُما أمام القاضي الروحي، ومُذّاكَ تحدّثا بعض مرّاتٍ في الهاتف ليتبادلا السبابَ والشتيمة وليتنازعا على ثمرة “حبّهما”. قصّةُ فادي ووالديه المطلّقَين، وإن كانت من نسج الخيال، تُحاكي آلاف القصص التي نشهدُها في مُجتمعنا الحالي.

استمر في القراءة “ماذا بعد الطلاق؟”

أيّها الحبّ الكامل… كمِّل حبّنا

أيّها الربّ إلهنا،
جئناك اليوم وفينا الهمومُ الكثيرة.
فينا خوفٌ من المستقبل،
من المجهول،
من التحديّات.
فينا رهبةُ التحضّرِ للتحوّل الكبير.
تشغلُنا السؤالات.
يُخيفُنا فشل الآخرين.
يُروّعنُا منطقُ عالمنا الحاضر.
يُحبطُنا ما آلت إليه مجتمعاتنا. استمر في القراءة “أيّها الحبّ الكامل… كمِّل حبّنا”

الزواج أوّله عسل وآخره بصل

غالبًا ما تبدأُ رحلةُ الزواج بعد قصّة حبٍّ تُحاكي قصص هوليود، لتمُرّ بعدها بأزماتٍ كثيرة، تهدّد الزواج أحيانًا بالانهيار. فتعكسُ الأمثلةُ الشعبيّةُ الفكاهيّةُ التي تُقال في الزواج واقعًا أليمًا، لا بدّ من التوقُفِ عليه، سيّما أنّ نسبة الطلاق في الآونةِ الأخيرة إلى تزايُد. هذا لا يعني، كما هو شائعٌ، أنّ زيجات الماضي كانت أنجح. فالحُزنُ في الزواج قديمُ العهدِ: في الماضي، غُضّ الطَرف عنه لأنّ المجتمع مَقتَ الطلاق، أمّا اليوم فصارت المجتمعاتُ أكثرَ تحرّرًا، تسمحُ لمن حَزِنَ في زواجه أن يخرُجَ عن صمته.

استمر في القراءة “الزواج أوّله عسل وآخره بصل”

مهزلة الأعراس اللبنانيّة

لا أعرفُ ما ستكون ردود الفعل على ما سأكتبه، لأنّه ربّما أقسى ما كتبتُ إلى اليوم. منذ مدّة طويلة وأنا أٌسكِتُ أفكاري وأتجنّبُ التعبير عن غيرتي على بيت اللّه وأسراره، لكنّ النار التي تُشعلها في قلبي أكبرُ من أن تُخمَد. فها الكلمات تخرجُ منّي حرّةً رُغمًا عنّي، واللّه عارفٌ أنّها على قساوتها، ولدَت من حبٍّ صادقٍ لكنيستي وبلدي وشعبي. لا يُمكنني أن أصمت بعد اليوم عن “مهزلة” حفلات الأعراس اللبنانيّة. استمر في القراءة “مهزلة الأعراس اللبنانيّة”

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑