نحنُ نُصارعُ الريحَ،
وأنتَ نائم!
تقذفُنا البحارُ،
تجتاحُ أمواجُها السفينةَ،
وأنتَ نائم!
ألفا سنة،
ونحنُ نصرُخُ خوفًا،
نُجدِّفُ تارةً،
نرمي الأحمالَ تارةً أُخرى،
نشُدُّ الأشرعةَ،
نرفعُها،
ثُمَّ نَسدِلُها مِن جديد.
تتمزَّقُ.
نُصلِحُها،
فتتمزَّقَ مِن جديد.
وأنتَ نائم!
ألفا سنة،
ومعنا في السفينةِ مُراؤون،
يبيعونَ الدّينَ ويشترون.
يستغلّونَ نومَكَ،
ليستغلّوا اسمَكَ،
فيضلّلون ويشكِّكون.
نرجوكَ أن تُسكِتَهُم،
لكنَّكَ الآنَ نائم!
ألفا سنة،
والبحارُ تقسو.
فقَد ابتعَدنا كثيرًا عن الشاطئ.
ورحلةُ ألفَي سنةٍ استنزَفَت قوانا،
وتعبنا،
وشككنا أنَّ الضفّةَ الأُخرى هُناك،
حيثُ وعدتَنا قبلَ أن تنام.
لكنَّك الآنَ نائم!
نخافُ كثيرًا أن يُهلِكَنا خوفُنا،
قبلَ أن تُهلِكَنا البحارُ،
لأنَّ الخوفَ أبو الموتِ،
والموتُ أبوهُ.
الواحِدُ يَلِدُ الآخر.
ونحنُ نخافُ أن نموتَ مُنذُ ألفَي سنة.
وأنتَ معنا،
إلى الأبدِ كما قُلتَ،
في السفينةِ العتيقةِ الأيّام،
لكنَّكَ الآن نائم!
مُنذُ ألفَي سنة،
أيقظَكَ التلاميذُ الخائفون.
كانوا يهلكون،
حالُهُم كما حالُنا.
فزجَرتَ الريحَ وأسكَتَّ البحرَ،
وتجلّى لنا ما لكَ مِن سُلطان.
صِرنا نعرفُ أنَّ لا نجاةَ لنا إلّاكَ،
لكنَّكَ الآنَ نائم!
عرفناكَ بيننا،
قولُكَ فِعلُكَ،
وفِعلُكَ قولُكَ،
متى قُلتَ أو فَعَلتَ،
أدَّبتَ،
وخلَّصتَ.
فلماذا أنتَ الآنَ نائم؟
أيُّ تأديبٍ تُؤدِّبُنا؟
وأيُّ تعليمٍ تُعلِّمُنا؟
أنتَ تنامُ الآنَ،
يا كَلِمةَ الآب،
الّذي جئتَنا مُخلِّصًا،
فرُفِعتَ على خشبةِ العارِ.
تلكَ الخشبة
الّتي صيَّرتَها آيةَ انتصار.
وجعلتَها لنا السفينةَ،
ودعوتَنا للإبحار.
أنتَ تنامُ الآنَ،
لأنّنا لا نُبحِرُ يتامى،
بَل كما وعَدتَ،
أرسَلتَ لنا الروحَ،
وهو يهُبُّ
في الأشرعةِ، وفي السفينةِ، وفينا،
ويأخُذُنا إلى الانتصار.
أنتَ تنامُ،
لأنَكَ تثِقُ بالسفينةِ،
أنتَ نجّارُها،
وصانِعُها،
وأنتَ أصلُها،
وهيَ مِنكَ،
جَسَدُكَ.
تنامُ لأنَّكَ تثقُ بها،
وتنامُ لأنَّكَ تُريدُنا أن نَثِقَ بِكَ وبِها.
أنتَ تنامُ،
ومُستيقِظٌ أنتَ.
بينَنا ونشتاقُ إليك.
سرٌّ أنتَ،
ونومُكَ سرٌّ
يُذهِلُ العقلَ،
يُخزي الحكمةَ،
يا مَن لا يَنعَس ولا ينام.
سامِحنا،
يا يسوع النائم،
إذا اعتقدنا أنَّكَ إذا نمتَ،
كُنتَ نائم.
اترك تعليقًا