ربِّ،
إليكَ أسيرُ بِلا شيءٍ،
كما أوصيتني:
لا أحملُ في الدربِ عصًا،
ولا قوتًا،
ولا لباسًا…
لأنّ عصاكَ أنت تُعزّيني،
إذ أنت راعيَّ فلا يعوزُني شيءٌ.
ولأنَّك أنتَ قُوتي،
يا خُبزَ الحياة النازِل مِن السماء.
ولأنَّكَ أنتَ تُلبسُني أبهى الحُلَلِ،
يا مَن ألبَسَ عروسَهُ البيعة حُلّةَ المجدِ.
أسيرُ إليكَ بِلا شيءٍ،
وتُصادفُني في الطريقِ الصعابُ،
وتُهدِّدُني الزلّات،
وأنتَ تُنجّيني.
لأجلِ حُبِّكَ لي تُنجّيني،
ولأجلِ سعيي إليكِ تُنجّيني،
يا ساهرًا، لا ينعسُ ولا ينام.
أسيرُ إليكَ بِلا شيءٍ،
إلى أن أواجِهَ البحار.
وأنا ما عندي شيءٌ أواجهُ بهِ البحار.
تُحيطُ بي أمواجُها مِن جميعِ الجهاتِ لتُهلِكَني.
أنا أعرفُ أنّها موتٌ.
كَم أشتهي أن أعبُرهَا حتّى أبلُغَ إليكَ!
ولكِن ليسَ عندي،
أنا الإنسان،
ما يجعلُني أجتازُ بحارَ الموتِ إليكَ.
لكنّكَ أنتَ جعلتَ البحارَ موطئًا لقدميكَ،
دُستَ المياهَ وعبَرتَ نحوي،
دُستَ الموتَ ودعوتَني للعبورِ نحوكَ.
غَلَبتَ البحرَ وأمواجَهُ،
وغَلبتَ الموتَ وقسوَتَهُ.
لأجلِ عبورِكَ البحرَ نحوي،
سوفَ أعبُرُ أنا أيضًا.
بِلا شيءٍ،
سوفَ أعبُرُ أنا أيضًا.
ليسَ عندي سوى انتصارَكَ أنت.
وإذا شككتُ بسببِ ضعفي،
أنا أثقُ بيدِكَ تنتشِلُني،
لأنَّ حُبَّكَ أقوى مِن الغرق،
حُبَّكَ أقوى مِن الموت،
حُبَّكَ يُعطيني الحياة.
آمين.
اترك تعليقًا